أ ف ب ـ إسطنبول

فوجئ رجل سافر إلى مدينة ووهان، التي انتشر منها فيروس كورونا، عندما طرقت الشرطة الصينية باب منزله في مدينة نانجينغ وطلبت قياس حرارته.

وقال الرجل الذي عزل نفسه في منزله بنانجينغ في مقاطعة جيانغسو إنه لم يخبر أحداً بزيارته الأخيرة إلى ووهان.

لكن باستخدام بيانات السفر من ووهان، تمكّنت السلطات من تحديد هويته وإرسال عناصر شرطة إلى منزله الأسبوع الماضي.

وفي وقت تسابق السلطات الصينية الزمن لاحتواء الفيروس الجديد الذي أصاب أكثر من 34 ألف شخص وتسبب بوفاة أكثر من 720 في الصين، تلجأ بكين لحزمة أساليبها المعتادة وغير المعتادة للعثور على أي إصابات محتملة ومنعها.

تتبّع البيانات والذكاء الاصطناعي

وطوّرت شركات تكنولوجيا صينية عدة تطبيقات تساعد الناس على التأكد من مسألة إن كانوا استقلوا الطائرة ذاتها أو القطار الذي كان على متنه مرضى إصاباتهم مؤكدة، بالاستناد إلى قوائم نشرت على وسائل الإعلام الرسمية.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


وفي غوانزو بمقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، نشرت السلطات رجالاً آليين لتوبيخ المارة الذين لا يرتدون أقنعة واقية.

تكنولوجيا لكشف الحمّى

في وقت تبحث السلطات الصينية عن إصابات محتملة، كان التركيز على الكشف عن الحمى، العارض الأكثر شيوعاً للمرض.

وبينما تعتمد الأحياء والمباني الحكومية بشكل أساسي على أجهزة قياس الحرارة المحمولة، تختبر هيئات النقل العامة أنظمة الكشف عن الحمى عبر الذكاء الاصطناعي والكاميرات التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية.

وفي بكين، يراقب نظام طورته شركة "بايدو" الصينية العملاقة المسافرين في محطة كينغي للقطارات باستخدام أشعّة فوق بنفسجية وتكنولوجيا التعرف إلى الوجوه، التي تلتقط بشكل أوتوماتيكي صورة لوجه كل شخص.

وفي حال بلغت درجة حرارة جسم أحد الأشخاص 37.3 درجة مئوية أو أكثر، يطلق النظام صافرة إنذار تستدعي عملية فحص أخرى من قبل موظفي المحطة.

والخميس، أمر موظفو محطة القطار الذين كانوا يحملون مكبرات صوت باللونين الأحمر والأبيض الركاب الواصلين من مقاطعة شانشي الشمالية بالتحرك ببطء لدى مرورهم عبر نظام "بايدو".

وتشير الشركة إلى أن نظامها قادر على فحص أكثر من 200 شخص في الدقيقة، أي بسرعة تفوق بشكل كبير أجهزة الكشف عن الحرارة المستخدمة في المطارات.

وطوّرت شركة "ميغفي" للذكاء الاصطناعي التي أدرجتها واشنطن في أكتوبر على لائحتها السوداء لاتّهامها بانتهاك حقوق الإنسان، منظومة مشابهة تستخدم حالياً في محطة قطارات سريعة في بكين.

وأفاد متحدث باسم "ميغفي" في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني بأن "وجود فريق من نحو 100 شخص يعملون معاً عن بعد من منازلهم لم يكن أمراً سهلاً".

وأضافت "عمل جميعهم على مدار الساعة خلال عطلة رأس السنة القمرية"، مشيرة إلى أنه كان على الفريق تطوير آليات الشركة "للتمكن بشكل فاعل من الكشف عن الحرارة من خلال الجبين فحسب".

5 ملايين مسافر

وإضافة إلى الكشف عن الحمى، سارعت شركات التكنولوجيا الصينية لتطوير مجموعة واسعة من الخدمات للمساعدة في جهود احتواء الوباء، بدءاً من تحضير عمليات إيصال المواد الطبية عبر الطائرات المسيّرة وصولاً إلى تحديد مواقع انتشار الفيروس من ووهان.

ورغم أن المدينة تخضع لحجر صحي تام منذ 23 يناير، إلا أن نحو 5 ملايين مسافر غادروا ووهان خلال مهرجان رأس السنة القمرية، وفق حاكم المدينة، وهو ما دفع السلطات للقيام بعمليات بحث على مستوى البلاد عن كل من زاروا ووهان مؤخراً.

ومع ذلك، لا تزال معظم عمليات تقفّي الأثر التي تجريها السلطات المحلية في الصين بحاجة إلى قوة بشرية كبيرة، رغم أن البعض يدخلون البيانات عبر الإنترنت للمساعدة في تسجيل المعلومات، خصوصاً مع عودة السكان بعد العطلة.