أكدت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة عضوة البرلمان في المملكة المتحدة أن تشجيع النساء اللواتي يتمتعن بطموح كبير يعد من الأشياء الهامة والضرورية التي يتعين القيام بها لدعم عملية التنمية المجتمعية.
وقالت ماي، وهي ثاني امرأة تشغل منصب رئاسة مجلس الوزراء البريطاني من عام 2016 إلى عام 2019، ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى المرأة العالمي - دبي 2020: «عندما تجتمع بامرأة طموحة، فمن الضروري أن تقوم بتشجيعها وتحفيزها لتحقق المزيد لأننا نحتاج لرؤى منفتحة وداعمة للقيادات النسائية، ولأن تدرك جميع الأجيال أهمية عدم حصر النساء ضمن قوالب نمطية، وأن تحرص على توفير فرص متكافئة بين الجنسين».
وطرحت تيريزا ماي ضمن جلسة حوارية، ناقشتها خلالها المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، رؤيتها حول تمثيل المرأة في المناصب القيادية في الحكومات وأهمية مشاركتها في الحياة السياسية، وذلك استناداً إلى خبرتها الطويلة والتي تزيد عن 20 عاماً في مجال العمل الحكومي والبرلماني.
واستعرضت ماي، التي انتخبت لأول مرة ضمن البرلمان البريطاني في عام 1997، تجربتها في العمل السياسي كواحدة من 5 قيادات نسائية في حزب المحافظين في مجلس العموم في ذلك الوقت. وقالت: «لم تخطر ببالي أبدا فكرة أنني مجرد امرأة ضمن البرلمان، لأنه من الضروري امتلاك الثقة بالذات على الدوام، وألا تعتقدي أن كونك امرأة سيقف حاجزاً يمنعك من تحقيق شيء ما».
وباعتبارها أول امرأة تتولى رئاسة حزب المحافظين، قامت تيريزا ماي بتغيير آلية اختيار المرشحين، وذلك لضمان تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء على حد سواء.
وتطرقت تيريزا ماي خلال الجلسة التي جاءت في ثاني أيام مشاركتها في منتدى المرأة العالمي - دبي 2020، والذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة تحت شعار «قوة التأثير» إلى تجربتها عندما شغلت منصب وزيرة لشؤون المرأة والمساواة وسلطت الضوء على الخطوات الكبيرة التي تم اتخاذها لمعالجة مجموعة من القضايا، وفي مقدمتها قضايا العنف الأسري ضد المرأة.
و في عام 2005، شاركت تيريزا ماي في تأسيس منظمة «Women2Win»، وهي منظمة مكرسة لزيادة تمثيل المرأة داخل حزبها، حيث كان يوجد في ذلك الوقت 17 نائبة فقط ضمن صفوف حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني أي ما نسبته 9 في المائة من ممثلي الحزب في المجلس، في حين يبلغ عدد التمثيل النسائي في الحزب اليوم 87 إمرأة، وهو ما يشكل ربع عدد النواب ضمن حزب المحافظين.
و حول رؤيتها لما يمكن فعله لزيادة تمثيل المرأة في مختلف المجالات، قالت: «اعتقد أنه علينا بذل المزيد من الجهود لتمكين المرأة، ومن الضروري أن نتشارك الخبرات والتجارب ونعزز آليات التواصل البناء فيما بيننا لتحقيق هذا الهدف، لذلك قمت بالمشاركة في تأسيس»Women2Win«، وذلك لتوفير منصة تقدم الدعم والنصح والتطوير والتدريب في آن معا للنساء».
وكانت «تيريزا ماي» انخرطت في العمل السياسي بعد أن عملت نحو 20 عاماً في القطاع المالي من خلال عملها في كل من «بنك إنجلترا» و«جمعية خدمات مقاصة المدفوعات».
وعن هذه التجربة، ذكرت: «أؤمن بأهمية أن يزاول الأشخاص مهنة ما قبيل انخراطهم في العمل السياسي وذلك لمساعدتهم في اكتساب خبرات أوسع تمكنهم من التغلب على التحديات والعمل مع مختلف فرق العمل، إذ يمكن للسياسي الاستفادة من الخبرات التي يقدمها الأشخاص ذوو الكفاءات والخبرات المتنوعة، لأنها تعني أنه سيتم اتخاذ قرارات أفضل».
وتوجهت تيريزا ماي إلى السيدات اللواتي يعملن في المجال السياسي ويتطلعن إلى تحقيق تأثير إيجابي بالقول: «من الضروري أن يتحلى أي سياسي بصفات الشغف والمثابرة، مع إدراك أنه لا يمكن الفوز دائما.. فعلى الرغم من خسارتي لأول مشاركة لي في الانتخابات البرلمانية، فقد تعلمت الكثير من هذه التجربة.. وإن كنت مؤمنة بالسياسة والعمل في المجال السياسي فعليكِ أن تتعلمي المثابرة وتواصلي العمل بإصرار لتحققي أهدافك».
وتأكيداً على أهمية أن تكون المرأة صادقة مع ذاتها، قالت تيريزا ماي: «من المهم أن تكوني صادقة مع ذاتك وتتصالحي مع نفسك.. لقد كان عملي السياسي يختلف عما قام به السياسيون الرجال ولم أشعر يوماً بأنه يجب علي تأييد جميع ما يقررونه لذلك التزمت بقناعاتي ومارست العمل السياسي وفق طريقتي ومضيت قدماً في مسيرتي، لأشغل منصب رئاسة الوزراء».