بقلم: مريم الشكيليه كاتبة ـ عُمان

هل سمعتني حين قلت لك ذات يوم:

ـ إنك تزداد اتساعاً في مصب صفحات الورق البيضاء؟

وهل سمعتني وأنا أهمس في أذن الحياة متلهفة، قائلة:

ـ إنك الإضاءة التي سقطت في عتمه ليلي ولم تنطفئ، وربما لن تطفئ أبداً؟

أما سمعتني وأنا أخبرهم:

أخبار ذات صلة

ليوم آخر..
الثانية عشرة إلا فرحاً


ـ أنك اكتمال الحقيقة في بقايا حياة مشوهة أنت زينتها؟

لقد حسبتك مرتحلاً، فقذف رمشي مدمعي وانحدر على وقع شهقاتي.. عندها كنت لا تزال هنا تفترش نبضي وتتوسد موطني..

حين تميل الحياة وتقسو عليَّ أستقيم بعينيك، فهما قاعدتي وموانئي ومأمني وأماني.

يسألونني:

ـ من أنتِ؟

أجيبهم قائلة:

ـ أنت كل الأشياء الاستثنائية.. وأنت كوكبي، وهويتي، وعناويني، واسمي المكتوب على ناصيتك.

حين يغلفني ذاك الخواء بشرائطه، وحين تبعثرني الحياة بقوانينها، وحين يتقلص الفرح من عداد عمري، أعلم أن عالمي يفتقدك.

أتعلم أنني أحاول إصلاح التلف من خدوش روحي حين ألتقيك ذات يوم في فصل حدادنا المهيب.

أتعلم أنني بت أنتظر ساعات ليلي حتى أحتفي بك في مناماتي.

ستأتي بك كل الذكريات التي نسجتها عنك في شريط مخيلتي، لتتدفق كالحمم في أسرة حلمي بك.

على مدى الحياة والمطر والفصول سيكون نبضي متوسِّداً تربتك، وكأنه مغروس بجذور لا نهاية لها، وبشريان وريد عصي على الانقطاع والتلف.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة alsaha@alroeya.com :