نيللي عزت

أكد الدكتور سليم سيفيك، تركي الأصل والباحث بالمعهد الألماني للأمن والسياسة الخارجية في العاصمة الألمانية برلين، أن إدارة الرئيس التركي رجب أردوغان لأزمة وباء كورونا ستفتح نقاشات في المجتمع التركي قد تؤدي لسقوط حكومته وخروجه من المشهد السياسي.

وقال في حوار مع الموقع الإلكتروني الألماني «كابيتال» إن إدارة أردوغان للوباء داخل تركيا ستجعله يجني حصاد كل ما فعله في هذه الأزمة وما قبلها، حيث هناك ارتفاع كبير في حالة السخط وعدم الرضا بين الشعب عن أدائه في البلاد واقتصادها خلال فترة كورونا، الأمر الذي سيرفع أصوات المعارضين له بصورة أكبر بكثير من قبل.

وأشار إلى أن كل استطلاعات الرأي مؤخراً تثبت تراجع شعبيته بصورة هائلة عما كانت عليه، وأن هذا التراجع وصل إلى مستويات عالية جديدة تختلف عما كانت عليه بعد الانتخابات البلدية عام 2019 والتي حقق فيها معارضوه تقدماً كبيراً وخسر حزبه مدناً مهمة في تركيا.

وقال: هناك حالة عدم رضا شديدة بين الناس في تركيا، فالحريات تكاد تكون معدومة والاقتصاد يتراجع والعملة التركية (الليرة) تضعف، والحديث يدور حول أنه يدير اقتصاد وسياسة الدولة بنظام عائلي حيث إن «بيرت إليبرق» زوج ابنته هو وزير الاقتصاد.

وأشار إلى أن أزمة كورونا هي اختباره الحقيقي وأن المعارضة ستزداد بقوة وستصعد من لهجتها ضده، ما سيعجل بنهايته، خاصة أن وزير الاقتصاد الأسبق و زميل أردوغان السابق في حزب العدالة والتنمية «على باباجان» أسس حزباً جديداً ينوى فيه مواجهة أردوغان باستراتيجية حذرة لكنها تهدده بشدة لأنه يقدم نفسه على أنه البديل لما بعد حقبة أردوغان ويدافع عن ضرورة عودة الديمقراطية الحرة، ووضع الاقتصاد التركي في المكانة التي تليق به.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

وأشار إلى أن «باباجان» يحاول أن يتفادى مصير رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي أسس أيضاً حزب المستقبل في ديسمبر الماضي، وهو دائماً ما كان يهاجم أردوغان بشدة بسبب سياسة «محاباة الأقارب» التي يدير بها الدولة، الأمر الذي دفع أردوغان إلى غلق شركته ومصادرة أمواله.

وقال «سيفيك»: إن مشكلة أردوغان كبيرة، لأنه لا يأخذ أي نقد على محمل الجد ويصر دائماً على آرائه وينعت أي ناقد له بالخائن، ودائماً ما يرد على التحديات الحقيقية بتهديدات مرعبة منها «جميع الخونة سيدفعون ثمناً باهظاً».

وأشار إلى أن تصرفات أردوغان غير المسؤولة اقترب وقت دفع ثمنها وأن الكورونا جاء ليسرع بذلك، فهو لا يقوم بأي إجراءات حقيقية لمنع الإفلاس الوشيك للبلاد.