دانية الشمعة ـ أبوظبي

«طبيبة في مستشفى العزل.. ممرضة.. مسعفة» أول ما يتبادر للذهن عند رؤية سيدة تظهر بملابس وقائية ضد «كورونا» على صورة إعلان في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يكتشف المتصفح لاحقاً أنه منشور ترويجي لمركز تجميل يقدم خدمات عناية شخصية للزبائن في منازلهم.

وطرحت صالونات تجميل خدماتها المنزلية بعروض مغرية للتغلب على انخفاض عدد المترددين على الصالونات بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الجمهور للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

وتؤكد تلك الصالونات في إعلاناتها التزامها باشتراطات وقائية مثل توفير لباس واقٍ للعاملات يغطي وجوههن حتى أرجلهن يتم ارتداؤه قبل الدخول إلى البيت وخلعه والتخلص منه عند الخروج، في حين حذّر خبراء من خرق هذه الخدمات لإجراءات التباعد الاجتماعي وإمكانية انتقال الفيروس بهذه الطريقة.

من جهتهن، أكدت سيدات أن الصورة التي يروجها مركز التجميل يقصد بها طمأنة الزبائن، إذ ترسخ لدى الكثيرين أن هذا النوع من الملابس آمن تماماً، علماً أن الخدمة في النهاية تشكل خطراً بدخول أحد الأشخاص إلى عدد من المنزل، مع غياب الضمانات بتغيير الملابس الوقائية التي تظهر في الإعلان.

تضارب في الإجراءات

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

وأوضحت لـ«الرؤية» مسؤولة مركز تجميل في أبوظبي أن عدداً من المراكز تملك ترخيصاً لتقديم الخدمات في المنازل قبيل تفشي فيروس كوفيد-19، ولم يرد الإدارة أي إشعار بإيقاف الخدمات، مشيرة إلى أن هذه الميزة تشهد إقبالاً كبيراً من السيدات وأنها بحسب تعبيرها أسلم من زيارة مركز التجميل والاختلاط مع زبونات أخريات.

من جانب آخر، أكد صالون تجميل للأظافر له أفرع عدة في أبوظبي، دبي والعين، أنه توقف تماماً عن تقديم الخدمات المنزلية بناء على الإجراءات الاحترازية المتخذة، حفاظاً على سلامة العاملات والزبونات على حد سواء، إذ تظل بيئة مركز التجميل مضبوطة أكثر بحسب تعبيرها وتخضع للمراقبة من حيث التعقيم والوقاية أكثر من المنازل التي يعود تقييم نظافتها للأسر نفسها.

تفتيش دوري

وبسؤال بلدية أبوظبي عما إذا كانت الخدمات المنزلية مسموح بها في ظل الظروف الراهنة، أكدت أنه لم يصدر أي قرار ينص على إغلاق مراكز التجميل أو توقيف خدماتها، وأن إجراءات التفتيش تتم دورياً للتأكد من معايير الصحة والسلامة العامة في ظل الإجراءات ضد انتشار فيروس كوفيد-19، وتشمل فحص سوائل التعقيم المستخدمة والأدوات.

وأهابت بالجمهور للتأكد من نظافة الأدوات وتخزينها داخل أكياس محكمة الأغلاق، مشيرة إلى أنه في حال وجود شكوى يجب تقديم بلاغ عبر منصة حكومة أبوظبي.

خدمات مقلقة

وأفادت الموظفة منى عبدالرحمن بأنها لا تستطيع الاستغناء عن خدمات التجميل المنزلية، خاصة في الفترة الحالية، باعتبارها بديلاً للتردد على المراكز، إلا أنها لا تنكر شعورها بالقلق الكبير حين وجود العاملات في المنزل وبعد مغادرتهن خشية الإصابة بالفيروس.

في حين أوضحت الموظفة مرح محمد أنها لا تثق بخدمات التجميل المنزلية، لافتة إلى أن خدمات التجميل تحتاج إلى تعقيم وتشمل استخدام أدوات مثل الملاقط والمبارد والمقصات وغيرها.

مخاطر محتملة

وحذرت الطبيبة سلوان حسنة من مخاطر محتملة لهذه الخدمات متمثلة في أن تكون الموظفة أو الزبون ضمن المرحلة اللاعرضية للمرض، وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي واحتمالية نقل العدوى عبر الأدوات.

وبينت خطورة انتقال الأمراض من بيت لآخر دون إمكانية حصر ذلك أو التبين منه، مضيفة أن التعقيم لا يكفي لضمان عدم انتشار فيروس كورونا، بل يجب تحقيق الالتزام الفعلي بالتباعد الاجتماعي الذي توصي به الجهات المعنية هذه الفترة وهو أمر ينافي الخدمات المنزلية.

وأشارت إلى أن الإجراءات الوقائية تلزم عمال التوصيل الذين يأتون للمنازل بالابتعاد لمترين حين تسليم الأغراض أياً كانت، في حين أن من تقدم خدمات التجميل تدخل إلى المنزل ومعها أغراض كثيرة انتقلت من منزل لآخر قد تحمل الفيروس، ولا يمكن التأكد من مدى تعقيمها، كما أنها تظل لساعات داخل المنزل، ويعتبر ذلك خطراً على أهل المنزل، مؤكدة أن على مراكز التجميل تحمل المسؤولية الكاملة لسلامة العاملة التي يتم إيفادها إلى منازل الآخرين، إذ لا يمكنها إلزام أصحاب البيت بلبس الكمامات أثناء وجودها بينهم.

الاعتماد على النفس

ووفرت مراكز تجميل صناديق مجهزة يمكن طلبها مسبقاً تحتوي على كافة الأدوات التي يمكن أن تحتاج إليها السيدة لتتمكن من العناية بنفسها دون الحاجة لمساعدة، إضافة إلى قنوات مفتوحة عبر وسائل التواصل لتتعلم القواعد الأساسية، وذلك كطريقة لتفادي تفشي عدوى كورونا وتشجيع السيدات على البقاء في المنازل.

ونبهت خبيرة التجميل عبير ياسر إلى أن هذه المبادرات تساعد العاملات والزبونات على حد سواء وتعد حماية لهن في هذه الفترة الصعبة التي تتطلب صبراً من قبل الجميع، ناصحة السيدات بالاعتماد على أنفسهن والتعلم عبر الإنترنت.

وأضافت أنه لا يمكن التأكد من مدى التعقيم الفعلي للأدوات بسبب إعادة استخدامها لأكثر من زبونة مثل فرش الشعر، خيوط تنظيف الوجه، علب الكريمات ومستحضرات المكياج وغيرها، مبينة أن تواجدها داخل علب أو حقائب وانتقالها من مكان إلى آخر، يجعلها غير آمنة حتى لو تم تعقيمها.