عبدالغني الشامي

كصوت المنشار الكهربائي المزعج يضج صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية مضاجع الفلسطينيين في قطاع غزة، ويؤرقهم ليلاً ونهاراً مع حلول شهر رمضان ووسط اجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وتحول صوت طائرة الاستطلاع أو «الزنانة» الإسرائيلية كما يطلق عليها الغزيون إلى كابوس يطاردهم وصداع يضرب رؤوسهم، لا سيما ما قبل السحر والهدوء يخيم على القطاع المحاصر.

وقال المواطن فادي جمال (57 عاماً) لـ«الرؤية»: «صوت غير محتمل تصدره هذه الطائرات التي لا تدع الإنسان يرتاح أبداً».

وأضاف متهكماً: «أصبح هذا التحليق جزءاً من طقوس شهر رمضان مثله مثل السحور والفطور ومدفع الإفطار والفوانيس».

وأكد أن هذا التحليق في هذه الأيام ربما لم تشهده غزة إلا خلال فترات الحروب التي تعرضت لها غزة، قائلاً: «هذه الطائرات تحلق على مدار 24 ساعة، وفي كل مكان ليس في المناطق الحدودية كما كان الحال سابقاً».

أخبار ذات صلة

عبدالفتاح البرهان: لا نقبل المساعدات المشروطة وعلاقتنا مع إسرائيل لم تنقطع
سقوط طائرة مقاتلة مصرية أثناء تنفيذ إحدى الأنشطة التدريبية

علا حسام طالبة (17 عاماً) أكدت أن هذا الصوت يؤثر على تركيزها في الدراسة وهي تستعد للامتحانات بعد شهر تقريباً.

وقالت علا لـ«الرؤية»: «حينما يشتد هذا التحليق أتوقف عن المذاكرة للراحة على أن أعود في وقت لاحق لا يكون فيه تحليق، لأكتشف أن هذه الطائرات تحلق طوال الليل والنهار».

وشبهت الطالبة صوت طائرات الاستطلاع بضجيج منشار الخشب الكهربائي أو البعوضة حينما تدخل في الأذن وتطن فيها.

وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له أن مساء الأحد بدء مناورات عسكرية في محيط قطاع غزة، وهو ما قد يفسر هذا التحليق الكبير لهذه الطائرات.

وأوضح أنه سيتم الشعور بحركة قوية من قوات الأمن والمركبات في المنطقة المحيطة.

وأشار إلى أن التمرين جزء من برنامج التدريب لعام 2020؛ ويهدف إلى الحفاظ على استعداد وقوة القوات الإسرائيلية.

من جهته، قال اللواء متقاعد والخبير العسكري والأمني واصف عريقات في حديثه لـ«الرؤية» إن توقيت هذا التحليق جاء في موعد قبل ما يسمى عيد الاستقلال الإسرائيلي الذي يصادف 15 مايو من كل عام.

وقال: «هذا التحليق له أهداف عديدة، فهو لاستعراض القوة العسكرية، وجس النبض، وكذلك جمع المعلومات وعملية مسح مستمر وتصوير كل ما يدور في قطاع غزة».

وأضاف: «إسرائيل دائماً وأبداً تحاول قدر الإمكان أن تبقي مسرح العمليات في حالة استنفار، ولا تدع مجالاً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أن يأخذوا حريتهم في حياتهم العادية في التدريبات وبناء القدرات والمهارات والمناورات أو تطوير أنفسهم».

وعن الصوت المزعج الذي تصدره هذه الطائرات أكد أنه يدخل في إطار الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل والتنغيص على سكان القطاع باستمرار، وهي حالة من إثبات الوجود الإسرائيلي على الأرض.

وحول التحليق الليلي لهذه الطائرات ومدى دقة صورها في الليل أكد أن التطور التقني اليوم ليس له علاقة بالنهار أو بالليل، مشيراً إلى أن هذه الطائرات تتمتع بتطور تقني وحداثة، وهناك تكنولوجيا عالية في هذا المجال.

ولعبت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية دوراً مهماً خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014 خلال عمليات الرصد والقصف أسفرت عن استشهد المئات من الفلسطينيين.