محمد العزبي

في الوقت الذي ينبري فيه العديد من أعضاء الحكومة البريطانية للدفاع عن دومينيك كامينغز كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لخرقه في مارس الماضي، إجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، يرى العديد من رجال الصحافة والمواطنين الذين يعلقون على هذا الأمر في وسائل الإعلام البريطانية، أنه ليس من العدل التسامح مع كامينغز ولا يمنح الحق لباقي الشعب.

وفي دفاعهم عن المستشار المقرب من جونسون، وهو المهندس الفعلي للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، يقول أعضاء حكومة المحافظين، إن خرق كامينغز للعزل جاء بسبب ظروف قاهرة، حيث كانت زوجته مصابة بكورونا، بينما هو أيضاً كان يعاني من أعراض الفيروس، وبالتالي، فإن إقدامه على قيادة سيارته لأكثر من 400 كم لترك ابنه الصغير (4 سنوات) مع جده أمر عادي.

وفي نقاش مفتوح، صباح اليوم، ضمن برنامج بريطانيا اليوم على إذاعة «إل بي سي» المحلية الشهيرة، عبّر معظم الأشخاص من خلال الاتصالات الهاتفية بالبرنامج عن رفضهم للدفاع عن كامينغز الذي يحظى بتأييد رئيس الوزراء الذي يرى أنه لم يرتكب خطأً.

وقال المشاركون باتصالات مع البرنامج، إنه لو كان شخص آخر قد أقدم على هذه الخطوة لتعرّض لمشكلات قانونية وانتقادات لاذعة من قِبَل أعضاء الحكومة أنفسهم المدافعين عن كامينغز.

وفي الوقت ذاته، قال الأكاديمي والباحث السياسي البريطاني أليكس بارلو لـ«الرؤية» إنه يعتقد بأن أزمة كامينغز لن تمر بسلام على حكومة المحافظين.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

ولفت إلى أن الدفاع المستمر عن تصرفه من قِبَل جونسون وأعضاء الحكومة، له أثر سلبي على شعبية الحكومة التي تواجه انتقادات أيضاً بسبب التأخر والبطء في مواجهة فيروس كورونا.

ونوّه بارلو بأن عدم اعتذار كامينغز وتنحيه عن منصبه طواعية، قد وضع جونسون في مأزق، حيث رمى الكرة في ملعب رئيس الوزراء، ليقرر إما أن يُقيله أو يدعمه، وقد اختار جونسون الخيار الثاني.

وأضاف بارلو أن جونسون لا يستطيع التخلي عن كامينغز في هذه المرحلة الحساسة فيما يتعلق بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث إن مستشاره المقرب هو المهندس الفعلي والمحرك لمفاوضات الخروج الصعبة، وبالتالي يحتاجه رئيس الوزراء لإتمام المهمة بالكامل خلال الأشهر القادمة.