زين العابدين البخاري

بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «نهاية داعش»، إثر الهزائم المتلاحقة التي مني بها التنظيم قبل أكثر من عام في سوريا، تبرز من جديد مخاوف جدية حول عودة عناصر التنظيم إلى مسرح الأحداث في مناطق نفوذه السابقة.

وفي تقرير حول «العودة الصامتة لداعش» تسلط مجلة «لوبوان» الفرنسية الضوء على التهديد الذي يمثل الصعود الجديد لعناصر داعش.

ويشير التقرير إلى أن التهديد لا يشمل فقط العراق وسوريا، بل يطال بشكل رئيسي القوات الأمريكية الموجودة على الأرض هناك والتي يقدر تعدادها بـ500 عسكري، ويطال أيضاً دولاً غربية بسبب المخاوف من تسلل العناصر الداعشية إليها من خلال تركيا.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

وتنقل المجلة عن شون أودونيل المفتش العام للبنتاغون تأكيده أن التهديد يأتي بشكل رئيسي من السجناء الإرهابيين المحتجزين في السجون في شمال شرق سوريا من قبل «قوات سوريا الديمقراطية»، إضافة إلى أسر المقاتلين في مخيمات النازحين بالمنطقة.

وفي هذا السياق، يلفت التقرير إلى معلومات كشف عنها الأسبوع الماضي، مركز تحليل بيانات الإرهاب الفرنسي، حول تمكن 13 فرنسية من عناصر داعش من الهروب من مخيمات المنطقة، بعضهن معروفات بدور أزواجهن في تنفيذ علميات إرهابية بشعة في فرنسا.

وحسب المركز، فإن هؤلاء النسوة لا يُعرف حتى الآن إلى أين توجهن، فيما يمكن أن يشكلن تهديداً أمنياً قوياً في حال تلقيهن الدعم، لافتاً إلى وجود 120 فرنسية ـ داعشية في أماكن الاحتجاز بسوريا.

ويشير المركز، في هذا الصدد، إلى عدم قدرة القائمين على السجون والمخيمات هناك من منع التسلل والهروب خارج المحتجَزات.

وحسب التقرير، يتجمع نحو 100 ألف نازح في عشرات المخيمات في شمال سوريا، من ضمنهم 12 ألف أجنبي و4 آلاف امرأة، و8 آلاف طفل من أفراد عائلات أعضاء داعش.

أما في السجون الخاصة بـ«الدواعش» فيوجد نحو 12 ألف معتقل، نحو 3 آلاف منهم أجانب، موزعين على نحو 20 سجناً.

ويوضح التقرير أن هذا العدد المهول من المحتجزين يمثل «قنبلة موقوتة» في ظل ضعف إمكانات حراستهم، ومحاولات الهروب المتكررة، والتي مكنت إحداها، إبان هجمة تركية سابقة ضد الأكراد، عشرات الإرهابيين من الهروب.

ويؤكد رئيس المركز جان تشارلز بريسار أن «خطر هروب المعتقلين، والذين يرغب بعضهم في العودة سراً إلى فرنسا، أصبح الآن حقيقة واقعة».

إلى ذلك، وخارج أسوار السجون، بدأت داعش تمارس عنفها في الميدان، مستفيدة هذه المرة من الظروف والإجراءات التي فرضها تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

,نفذت خلايا التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية 33 هجوماً بالعبوات الناسفة في سوريا وفقاً لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، كما تضاعفت عملياتها في العراق منذ أبريل المنصرم.

ويقول المحلل والمستشار لدى المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات بوينت هيلر في تعليقه على العودة الجديدة للتنظيم الإرهابي «إننا نشهد تغييراً في المستوى النوعي للهجمات التي يشنها داعش في العراق، بينما كانت الجماعة تفضل في السابق أسلوب القتال اللامتماثل، فإنها تنفذ حالياً هجمات أكثر توجيها ومباشرة ضد قوات الأمن العراقية».