سلمان إسماعيل

توتر ممزوج بغطرسة، ومساع لتوظيف الدين، هكذا حلل خبراء لغة جسد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحاته خلال أزمة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد على خلفية مقتل مواطن أمريكي من أصل أفريقي على يد شرطي أبيض.

وقالت تقارير أمريكية إن ترامب غاضب بعد تداول أنباء اختبائه في القبو المحصن بالبيت الأبيض خلال الاحتجاجات، وقام بزيارة كنيسة "سانت جون" القريبة من البيت الأبيض ليرسل رسالة للإعلام بأنه لا يخشى الظهور أو حتى الخروج في الشوارع التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين.

وتوجه ترامب مساء أمس الاثنين سيراً وسط حراسة أمنية مشددة من البيت الأبيض إلى الكنيسة، وظهر وهو يمسك بالإنجيل في يده.

هدير جابر، خبيرة لغة الجسد، أوضحت أن ترامب حاول السيطرة على الموقف، والظهور كأن التظاهرات لا تخيفه، ولكن لجوءه إلى «الإنجيل» دليل على القلق والتوتر، لأنه لجوء إلى قدرة إلهية لحل المشاكل.

وأظهر مقطع الفيديو، الرئيس الأمريكي وهو يشير بسبابته طالباً من أحد الحاضرين الصمت خلال مؤتمر صحفي، وهو ما ترى «هدير جابر» أنه استمرار لأسلوب الغطرسة الذي يتعامل به ترامب مع الصحفيين ووسائل الإعلام.

وقالت لـ«الرؤية»، إن ترامب حاول أن يبدو هادئاً من خلال السير ببطء والتوجه نحو المكان الذي يقف فيه، لكنه أغفل أن الكتاب المقدس الذي رفعه لم يكن وجهُه في ناحية الجمهور ولكن ظهره، وهو ما يدل على الارتباك.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»


ويرى أستاذ علم النفس بجامعة أسيوط، الدكتور أحمد البهنساوي، أن تصريحات الرئيس الأمريكي منذ اندلاع الأزمة مليئة بالعجرفة، وإلقاء اللوم على الآخرين، واتهام الأصوات المعارضة والمحتجين بالتآمر عليه.

وقال لـ«الرؤية»، إن ترامب الذي نشأ في عائلة غنية، يفضل دوماً إلقاء اللوم على الآخرين، وهو ما ظهر منذ بداية جائحة كورونا، حيث حمّل الصين والديمقراطيين مسؤولية تفشي الوباء بسرعة في الولايات المتحدة.

وأضاف أن تهديد الرئيس الأمريكي المحتجين بإطلاق الكلاب المتوحشة عليهم، هو تصريح مليء بالغطرسة التي اكتسبها من نشأته الأرستقراطية، فهو يتعامل مع المحتجين كما لو كانوا قطاع طرق يجب أن تنهشهم الكلاب، وهو ما يعطي انطباعاً سلبياً لدى المواطنين حول رئيسهم، فبدلاً من أن يتفهم مطالبهم ويعمل على تلبيتها، سيطلق عليهم الكلاب، وهو ما سيضر بشعبيته.

وأشار إلى أن إمساك ترامب بالإنجيل خلال الفيديو هو خطاب سري يغازل به المتدينين في الولايات المتحدة والمعروف أن أعدادهم كبيرة، وهو سلوك اعتاد أن يلجأ إليه كلما زادت الانتقادات الموجهة ضده.