أمنية أبو السعود - دبي

أكد وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن دولة الإمارات سطرت إنجازات رائدة في العديد من القضايا والملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية المهمة، والتي كان من أبرزها الاهتمام بالبيئة وتنمية مواردها الطبيعية، وتبني استراتيجيات تقوم على خلق مستقبل مستدام للحفاظ على البيئة، والتوسع بإنشاء المحميات الطبيعية لتحقيق منهجية الاقتصاد الأخضر، بوصفها أحد أبرز ملامح التنمية المستدامة.

وبمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يصادف 5 يونيو من كل عام، قال إنه منذ أكثر من 5 عقود نجحت الرؤية الثاقبة التي خطّها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في غرس مفهوم الاستدامة وثقافة حماية البيئة في نفوس وعقول أبناء الوطن، ووضع مبادرات طموحة لتحويل أجزاء كبيرة من أراضي الدولة إلى مناطق بيئة مستدامة، تضم أشكالاً وأنواعاً عدة من الكائنات الحية، لتشكل الدولة اليوم نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية.

اهتمام متزايد

وأضاف أن الاهتمام بالمحميات الطبيعية في الإمارات يتزايد بشكل مُطّرد، حيث ارتفع عدد المحميات الطبيعية المُعلنة في الدولة نتيجة للجهود المبذولة في هذا الشأن من 44 محمية خلال عام 2019 إلى 49 محمية في عام 2020، وشهد عدد المحميات الطبيعية خلال عام واحد، زيادة بمقدار 5 محميات في الشارقة، كما قامت أبوظبي بزيادة مساحة محمية الدلفاوية الطبيعية بنحو 45 كيلومترا مربعا تزخر بالتنوع البيولوجي.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

وأوضح الزيودي أنه نتيجة لذلك ارتفعت نسبة المساحة الإجمالية للمحميات الطبيعية في الدولة من 14.8% خلال العام الماضي إلى 15.5% خلال العام الجاري من إجمالي مساحة الدولة، إضافة إلى ارتفاع مساحة المحميات البرية من 17.1% إلى 18.4% في 2020، ووصلت نسبة مساحة المحميات البحرية إلى 12.01%، ما مكن الإمارات من تحقيق قفزة نوعية مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي في الاهتمام بالمحميات الطبيعية وتنميتها.

صدارة عالمية

وقال: إنه بالتزامن مع احتفاء المجتمع الدولي بيوم البيئة العالمي هذا العام تحت شعار «التنوع البيولوجي»، نستذكر تلك الإنجازات الرائدة على المستوى الدولي في العمل البيئي، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى في معيار «المحميات الطبيعية البحرية» في مؤشر الاستدامة البيئية وهو مؤشر عالمي يقيس تقدم الدول في هذا المجال، إضافة إلى النجاحات التي تحققت في مجال المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، مثل: اليمامة، السلحفاة الأوروبية، البومة الصغيرة، النسر ذو الوجه المتدلي، صقر الغروب، وطير الرفراف المطوق وغيرها، وبرامج إكثار وإعادة تأهيل حيوانات: المها، النمر، الطهر العربي، طيور الحبارى، السلاحف البحرية، وإطلاق الصقور.

برامج ومبادرات

وأكد الزيودي أن وزارة التغيّر المناخي والبيئة إلى جانب جهود مؤسسات الدولة المختلفة تقوم بدور ريادي في إطلاق مجموعة واسعة من البرامج والمبادرات الخاصة بحماية البيئة والحفاظ على تنوعها البيولوجي، وذلك من خلال سعيها إلى المحافظة على البيئة المستدامة عبر الاهتمام بالمحميات الطبيعية، حرصاً منها على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، ومن هذه البرامج: تطوير خارطة الإمارات الذكية لرأس المال الطبيعي، تحديث خارطة المواقع الهامة للطيور في الدولة، تطوير الخطة الوطنية للمحافظة على السلاحف البحرية وأسماك القرش، وإطلاق مشروع السياحة البيئية «كنوز الطبيعة في الإمارات».

ونوه بأن الإمارات تتمتع اليوم بتنوع فريد في الموائل الطبيعية، حيث تضم أكثر من 50 نوعاً من الموائل، تشمل: موائل الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية، أشجار القرم، السبخات، والكثبان الرملية، وعليه تم تسجيل أنواعٍ هامة وفريدة من النباتات والحيوانات واللافقاريات البرية والبحرية، وتوثيق أكثر من 3787 نوعاً في الدولة.

وعلى الصعيد العالمي، يأتي صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، كأحد أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة للحفاظ على أنواع الكائنات الحية المهددة بالانقراض في العالم، إذ بادر الصندوق بتقديم أكثر من 20 مليون دولار لتوفير الحماية لنحو 1350 كائناً حياً مهدداً بالانقراض في 160 دولة على مستوى العالم، إلى جانب أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى لعب دوراً هاماً لضمان مستقبل مستدام لطيور الحبارى من خلال تواصله الدائم مع أكثر من 22 دولة، فالجهود التي يبذلها الصندوق على صعيد التعاون الدولي، تعزز من ثقة الدولة السير في الاتجاه الصحيح نحو مستقبل واعد للحفاظ على الحبارى، مما يزيد التفاؤل في حماية كوكب الأرض بشكل عام.