صديق يحياوي

يعيش سكان تين زاواتين بأقصى جنوب الجزائر معاناة بسبب جدار رملي عازل أقامته السلطات لضبط حدودها مع دولتي مالي والنيجر، وكان سبباً في اندلاع احتجاجات من السكان.

وقام سكان المنطقة التي تبعد 2000 كلم عن العاصمة الجزائرية، الاثنين باحتجاجات للمطالبة بحل مشاكلهم المترتبة عن وجود هذا الجدار، وتحولت إلى مأساة بعدما قتل أحد المتظاهرين رمياً بالرصاص.

وفي الوقت الذي اتهم فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أفراداً من حرس الحدود الجزائري بقمع المظاهرة بالرصاص الحي، أصدرت وزارة الدفاع الجزائرية أمس تكذيباً لهذه الاتهامات.

وأوضح بيان وزارة الدفاع «أن الأحداث تعود إلى قيام بعض الأشخاص المعروفين في المنطقة بنشاطاتهم المشبوهة في مجال التهريب والجريمة المنظمة بمحاولة تخريب الجدار الحدودي العازل وتحريض السكان على العنف والتظاهر، لفك الخناق على مصالحهم المشبوهة في المنطقة».

وتابع البيان أنه «أثناء تدخل عناصر حرس الحدود لتهدئة الأوضاع، تم إطلاق النار من مصدر مجهول باتجاه مواقع حرس الحدود، أصيب على أثرها أحد الأشخاص المتجمهرين، حيث سارع أفراد حرس الحدود إلى إجلائه لإنقاذه من طرف المصالح الصحية، غير أنه فارق الحياة نتيجة خطورة الإصابة».

أخبار ذات صلة

عبدالفتاح البرهان: لا نقبل المساعدات المشروطة وعلاقتنا مع إسرائيل لم تنقطع
سقوط طائرة مقاتلة مصرية أثناء تنفيذ إحدى الأنشطة التدريبية

وكان أعيان سكان المنطقة قبل الاحتجاجات قد راسلوا والي تمنراست التابعة لها المنطقة، يطالبونه بزيارة المنطقة والوقوف على معاناة سكانها.

وطالب أعيان المنطقة في الرسالة تغيير الساتر الرملي والأسلاك الشائكة الحادة المحاذية للمناطق العمرانية بسور توجد به بوابة لضبط الأمور وفي نفس الوقت تحقيق مصالح السكان في المنطقة.

ودعوا إلى «فتح معابر عبر الساتر في المناطق غير العمرانية الرعوية، لتسهيل حركة الفلاحين والرعاة في تنقلاتهم لمناطق تواجد المياه ومن المدينة إلى أماكن تواجد مواشيهم».

ويعاني سكان مدينة تين زاواتين حسب ما رواه عضو المجلس الشعبي لولاية تمنراست بوجمعة بلاوي، في فيديو على فيسبوك مما وصفه بالقرارات الاحتكارية بسبب الجدار الرملي العازل.

وقال الخبير الأمني والعقيد السابق في المخابرات الجزائرية محمد خلفاوي لـ«الرؤية» «إن نمط عيش سكان منطقة تين زواتين يستوجب إعادة النظر في استراتيجية حراسة تلك الحدود عبر اشراك مواطني تلك المناطق في المعادلة الأمنية».

وأوضح خلفاوي "أن نمط عيش سكان تلك المنطقة وأغلبهم من الطوارق ولهم علاقات قرابة مع طوارق شمال مالي والنيجر وتعودوا على التنقل الحر والعديد منهم يحمل جنسيتين مالية جزائرية أو جزائرية نيجرية، يستدعي مراعاة التركيبة البشرية في الاستراتيجية الأمنية، ويصعب تغيير نمط عيشهم.

وغير أنه يرى أن الجدار العازل فرضه نشاط الجماعات الإرهابية وجماعات التهريب التي استغلت حرية التنقل بين سكان المنطقتين، وهو ما قصده حسبه بيان وزارة الدفاع بالجهات المعادية للجزائر، وأصبحت تقوم بنشاطاتها الإجرامية بكل حرية."وفرض هذا الوضع حسب، خلفاوي، «مراقبة المواطنين العابرين للحدود بصفة مستمرة» وهو أمر صعب نظرا للتركيبة السكانية، لذلك يرى أنه قبل كل شيء يجب تنظيم شعوب تلك المنطقة، وتحديد هويتهم بدقة، بحيث يصبح الجزائري جزائريا ويعامل على ذلك الأساس كمواطن.