دانية الشمعة ـ أبوظبي

نظم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي ندوة عن بُعد، أمس الاثنين، بعنوان «من التعاطي إلى التعافي»، حضرها الشاب المتعافي خالد السلامي الذي ظهر بهويته الحقيقية خلال البث المباشر، وسرد قصته منذ بداية وقوعه في براثن الإدمان إلى حين تعافيه بعد إصرار مكنه من التغلب على كافة المعوقات، وبمساعدة الخدمات العلاجية والنفسية التأهيلية في المركز الوطني وضمان السرية، تمكن من بدء حياة جديدة وناجحة وتكوين أسرة بعيداً عن عالم الإدمان.

وأوضح السلامي أن رحلته مع الإدمان استمرت 17 عاماً، وقع بدايتها في فخ مروج ومن ثم دفعه فضوله للتجربة مع أصدقاء السوء الذين جرفوه في هاوية الإدمان على المخدرات والكحول، واصفاً تلك الأعوام بالدمار النفسي والجسدي.

وأشار إلى اكتسابه سلوكيات كان يجهلها، مثل السرقة والنصب حتى يحقق مناله في الحصول على المواد المخدرة، حتى استفاق لطلب المساعدة في أحد الأيام وتواصل طوعاً مع المركز الوطني للتأهيل وطلب العلاج ليتم استقباله بالود والدعم، وقال: «انتشلوني من الحضيض.. وكنت حينها نصف حي».

وأردف السلامي أن تعاطيه للمواد المخدرة أثر في وعيه، إذ لم تتحرك مشاعره حين وفاة والده، وحاول الخضوع للعلاج مرتين إلا أنه فشل بسبب سيطرة المخدرات على عقله وعدم اقتناعه بالجدوى من التخلص منها، حتى قرر أن يتابع المحاضرات العلاجية وتجربة ما تعلمه في برنامج ماتريكس الذي يوفره «الوطني للتأهيل»، ليصل بعدها إلى نجاحات لم يكن يتوقع أن يصل إليها قبل الإدمان.

وقال: «تعلمت كيف استمر بالتعافي.. أكملت دراستي.. تزوجت وتوظفت ورسخت ثقة الآخرين بي بعد عامين من التعافي.. وأحمل رسالة لكل الشباب والأسر بأهمية مواصلة العلاج وتشجيع الذات بعد التعافي.. وضرورة أن يخضع المدمن للعلاج لأن نهاية الإدمان إما الموت أو السجن لا محالة».

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

وتحدث مدير إدارة العمليات في المركز الوطني للتأهيل الدكتور محمد الحوسني عن استقبال المركز للأفراد عن طريق التقدم الطوعي للعلاج من قبل المريض أو أسرته، أو عبر تحويلهم إلى المركز بالتعاون مع الجهات القضائية والشرطية في الدولة بناء على الطلب المسبق للأفراد.

وأكد استشاري الطب النفسي محمد الجنيبي أن أساس عمل المركز هو السرية، ليتم التعامل مع كل حالة بشكل فردي وأضاف أن كثيراً من المرضى لديهم تشخيصات نفسية متبادلة ومشاكل نفسية قبل التعاطي ويتم تحويلهم بعد العلاج إلى مرحلة تلافي الانتكاسة ثم التقييم للخروج لمواجهة المجتمع عبر تحويله للعيادة الخارجية لمدة من 4-6 أشهر وبعدها المتابعة اللاحقة.

ولفتت الاختصاصية في المركز اليازية الخاجة أن العلاج النفسي والسلوكي أساسي لتغيير نمط حياة المريض، مبينةً أن العلاج لا يتحقق إلا برغبة المريض ونسبة النجاح أعلى لمن يريد العلاج مع انتهاج العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد المريض على تقبل فكرة مرض الإدمان وطلب المساعدة من المختصين.

وأضافت أن الاسرة تعاني مع المريض ويجب إشراكها ضمن الخطة العلاجية، ويمكن نظام الماتريكس المريض من استكمال التعافي ومدته 16 أسبوعاً فيه 5 عناصر.

ويعمل المركز على مجموعة من المبادرات التوعوية لكافة فئات المجتمع بخطر الإدمان عبر تعزيز السلوكيات الإيجابية والمهارات الحياتية حتى لا يبدأ النشء بتجربتها إلى جانب برامج منع الانتكاسة، التي تواكب التغيرات والظروف التي فرضتها «كورونا» حيث تحولت لندوات البث المباشر خلال القنوات المباشرة على إنستغرام.