نيللي عزت

حالة من الجدل يعيشها المجتمع الألماني حالياً بسبب دعوات من نواب بالحكومة لإلغاء ارتداء الكمامات في المتاجر ووسائل المواصلات، وأيضاً مطالب بإجراء فحوصات مجانية لفيروس كورونا للجميع.

وأكد تقرير لصحيفة «فيلت» بعنوان «التسوق دون الكمامة؟.. سؤال يقسم البلد» أن أصحاب المتاجر يضغطون بقوة باتجاه إنهاء فرض ارتداء الكمامات داخلها وخاصة أن معدل الإصابات في ألمانيا حالياً متراجع بقوة.

وتساءل بعض أصحاب المتاجر في مدينة «ميكنلبورغ فوربومرن» عن أسباب استمرار عرقلة عملية التسوق وصعوبتها في مدينتهم بفرض الكمامات على الرغم من أنه لا يوجد فيها منذ أسابيع سوى حالات قليلة للغاية.

وتحدث نواب بالحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية «نيدر ساكسن» عن اجتماع الشهر المقبل لبحث إلغاء الكمامات وجعلها طواعية لمن يرغب في ارتدائها، كما أعلنت «ساكسيا لودفيغ» النائبة بالحزب في ولاية براندنبورغ أنه لا فائدة من الكمامة مع تراجع الإصابات وأشارت إلى أن إلغاءها سيجعل التسوق أكثر جاذبية مرة أخرى وأنها لديها ثقة في التجار والعملاء الذين يواصلون حماية أنفسهم بدون قناع والذين سيستمرون في الامتثال لقواعد التباعد والنظافة في المستقبل.

كما يرى النائب ميشائيل تويرر من الحزب الديمقراطي الحر ضرورة البدء في حوار حول خطة إلغاء الكمامات في كل ولاية على حدة حسب عدد الإصابات فيها.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

بينما يرى عدد آخر من السياسيين وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه من المبكر للغاية الحديث عن ذلك، وأكد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي نوربرت بورناس في حوار لموقع «بيلد» أنه تحدث مع ميركل التي رفضت هي الأخرى إلغاء ارتداء الكمامة قريباً لأنه كان أحد عوامل مكافحة كورونا في ألمانيا.

وأكد ماركوس زودر رئيس وزراء ولاية بايرن في تقرير لجريدة «تاغس شبيغل» أن إلغاءها سيكون إشارة خاطئة بأنه لم تعد هناك مشكلة اسمها «كورونا» وستؤدي لارتفاع عدد الإصابات وتعيد إحياء شعور عدم الأمان في المجتمع.

كما انتقدت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي «أنجريت كرامب كارينباور» هذه الدعوات وخروج البعض في الشوارع دون كمامات، وأكدت أنه لا بديل عنها لاستمرار كبح جماح الفيروس، كما عبر وزير الصحة الألماني في تغرديدة على حسابه على «تويتر» عن عدم تفهمه لنقص الصبر في الرغبة للعودة للحياة الطبيعية، مؤكداً أن «الفيروس مازال هنا».

ولم يقتصر الجدل على الكمامات حيث امتد ليدور حول دعوات توفير فحوصات كورونا مجاناً لكل الشعب بعدما صرح وزير الداخلية «هورست زيهوفر» بأنه يريد الاقتداء بنموذج ولاية بايرن التي أتاحت اختبارات كورونا للجميع، وتعميمه في سائر البلاد لمن يرغب في الفحص حتى وإن لم يعانِ من أي أعراض.

بينما رفض وزير الصحة «شبان» ذلك بأنها تكاليف لا داعي لها، وستسبب ضغطاً على المعامل دون أي مبرر.

وانتقلت حالة الجدل والانقسام أيضاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث تصدر هاشتاغ «حمقى الكوفيد» موقع تويتر في ألمانيا، حيث غرد أحدهم قائلاً «أكثر ما يثير غضبي هؤلاء المتغطرسين الذين يريدون التجول والتسوق دون كمامات ويفرضون ذلك على الآخرين، فأنا لا أحترمهم مطلقاً لأنهم يضرون غيرهم».

بينما غرد آخر «أنا من حمقى الكوفيد وأرى أن هناك دلائل علمية كبيرة تتعارض مع ما يروج عن هذا الفيروس، ولذلك نحن بحاجة لهذا النقاش».