مصعب قسم الله

بعد أن تجلت في التلاعب بملك أوروبا

بدد مانشستر سيتي أحلام ريال مدريد ومدربه زين الدين زيدان في التأهل إلى ربع النهائي من ملعب الاتحاد، بعد أن كرر فوزه ذهاباً 2 ـ 1 مرة أخرى الجمعة، ليرتقي السماوي إلى الدور المقبل، ويضرب موعداً مع ليون الفرنسي الذي حقق بدوره مفاجأة وأقصى يوفنتوس الإيطالي.



وبعيداً عن الصخب الذي صاحب المباراة، والذي تركز أساساً على الأخطاء الكارثية لمدافع ريال مدريد رافائيل فاران، وتسببه بشكل مباشر في هدفي رحيم ستيرلينغ وغابريل جيسوس، فإن المباراة في وجهها الآخر كشفت عن حقيقة مهمة، وهي اكتمال نضج السيتي، وإعلانه عن نفسه رسمياً مرشحاً أقوى للفوز باللقب الأوروبي الذي طالما ظل حلماً في ملعب الاتحاد على مر السنين.



وعلى الرغم من الجودة الفنية التي ظل يتمتع بها مانشستر سيتي منذ تولي الفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا تدريب الفريق في 2016، فإن أحلام السماوي في الفوز بالكأس «ذو الأذنين» ظلت تصطدم، على الدوام، بما يمكن تسميته غياب شخصية الفريق في المحفل الأوروبي، وهو أمر برهن عليه خروج السيتي من ربع النهائي النهائي أمام توتنهام الموسم الماضي، على الرغم من تفوقه الكبير على السبيرز.

من مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد. (إي بي أيه)


غياب الشخصية أوروبياً، عبر عنه سابقاً أكثر من لاعب في الفريق، إلى جانب المدرب بيب غوارديولا نفسه، والذي يبدو أنه نجح أخيراً في شحن طاقة نجومه وحضهم على القتال من أجل تحقيق اللقب الحلم.



وفي سياق فقدان السيتي للشخصية، بدا لاعب الوسط إلكاي غوندوغان صريحاً العام الماضي، وهو يشخص أسباب خروج فريقه أمام توتنهام، إذ قال في تصريحات إعلامية وقتها: «أشعر بأننا نتوتر في المباريات المهمة في دوري أبطال أوروبا، نحن دائماً نتخذ القرارات الخائطة في مثل هذه المباريات، رغم جودة مستوانا، وأيضاً حاجتنا لتقديم أشياء مميزة في هذه البطولة».

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي



ذكاء غوارديولا

بيب غوارديولا تفوق على زيدان. (أ ف ب)


على الرغم من الإجماع الكبير على فرص السيتي الكبيرة في التتويج بلقب هذه النسخة، فإن بيب غوارديولا بدا أكثر ذكاء في تصريحات عقب الفوز على ريال مدريد، وحاول التقليل من الفوز، في وقت وجه فيه كل التركيز على مقبل المباريات، وهو أمر قصد به الفيلسوف الإسباني ضخ المزيد من التحفيز في عقلية النجوم، وإرسال رسالة واضحة مفادها أن لا فرحة بهذا الإنجاز، ما لم يكتمل الحلم.

وقال غوارديولا: «إنها مجرد خطوة، وإذا اعتقدنا أن هذا يكفي، فسنظهر وكأننا فريق صغير. إذا أردت التتويج فيجب عليك الفوز على الفرق الكبيرة«.



وأضاف: «الآن علينا الذهاب إلى لشبونة وقبل ذلك يجب علينا بذل الكثير من الجهد لكي نظهر في أفضل صورة في مواجهة ليون ومحاولة التأهل للدور قبل النهائي للمرة الثانية فقط. يجب أن نتحلى بالهدوء».



وفي ظل الجودة الفنية والتفوق لنجوم السيتي بفضل إمكاناتهم المميزة، يبدو السيتي جاهزاً كما يجب فنياً، لكن سيكون على غوارديولا العمل على مكتسبات الفوز على ريال مدريد صاحب 13 لقباً في المسابقة (رقم قياسي)، وذلك بتعزيز ثقة الفريق في نفسه، وهو أمر إن تم سيجعل لقب الأبطال في معقل الاتحاد هذا العام لا محالة.