د. محمد سعيد حسب النبي أستاذ جامعي ـ مصر

في عبارة عبقرية للمفكر والفيلسوف الأمريكي «جون ديوي» موجزها : «إن رغبة الإنسان في أن يكون شيئاً مذكوراً أعمق حافز.. للعمل»، تلحظ على بساطة مبنى العبارة معنى عميقاً يستحق التأمل الطويل، حيث رغبة الإنسان الملحة في بقاء ذكره حتى بعد رحيله عن هذا العالم المادي.

ومن عجيب ما قرأت أن رغبة البقاء دفعت كاتباً صغيراً كان يعمل في محل تجاري ولم ينل من حظ التعليم إلا قليلاً، أن يدرس كتب القانون التي عثر عليها مصادفة في صندوق للنفايات، ليصير رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.. إنه إبراهام لنكولن.

ورغبة البقاء لا تقف عند حد الوجود الإيجابي، بل نراها لدى الذين ينحرفون عن الطريق سعياً وراء الشهرة وتصدر الأخبار، لتجاور أصحاب الإنجازات العظيمة.. إنه شعور الأهمية حتى وإن جاوز القيم الاجتماعية والإنسانية السوية.

وتحفيز دافع البقاء لدى الآخر يعتمد من منظور تربوي على الإطراء، حيث ثبت أن الثناء والتشجيع يسهم في تحفيز الإنجاز، ولا سيما أن الحاجة إلى التقدير مطلب أساسي كما يرى «ماسلو» عالم النفس المرموق.

والثناء من هذا المنطلق يثير رغبة كامنة في النفس.. رغبة قادرة على خلق دافع جامح للعمل والإنجاز.

أخبار ذات صلة

ليوم آخر..
الثانية عشرة إلا فرحاً


ولعل استشعار ذلك يكمن في أن نضع أنفسنا في موضع الآخر لنرى بأنفسنا تأثير الإطراء على ذواتنا، وسنلحظ أننا أسرى ثناء الآخرين علينا واهتمامهم بنا.

إن رغبة إشباع أن تكون شيئاً مذكوراً تحدد أي القوالب التي تسعى لتتخذها في حياتك وبعد رحيلك، والسخاء في الثناء يحفز لدى الآخرين رغبة الإنجاز والبقاء.

وهي دعوة لتأمل الجوانب الإيجابية في الذات والآخر، والتي تعج بها جنبات نفوسنا بحثاً عن مكتشف لها ومعزز لوجودها.