إسلام النجار

قبل أسابيع من انتهاء المهلة الممنوحة لشركة «بايت دانس» الصينية فيما يتعلق بتسيير أعمال تطبيق المقاطع المصورة القصيرة «تيك توك» في الولايات المتحدة، أعلنت الشركة الصينية عن اختيارها لكونسورتيوم تقوده شركة أوراكل الأمريكية كي تكون الشريك التقني الموثوق لبايت دانس الصينية –مالكة التطبيق– الأكثر تحقيقاً للأرقام القياسية في الفترة الأخيرة على مستوى العالم.

ومن الجدير ذكره أن هذه الصفقة تختلف عن عمليات البيع الصريح، إذ إن أوراكل ستساعد على تسيير أعمال التطبيق الصيني في الولايات المتحدة باستخدام تقنياتها السحابية الخاصة وستتولى إدارة بيانات مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة.

وحسب ما أفادت عدد من وكالات الأنباء العالمية، نقلًا عن محطة سي.جي.تي.إن التلفزيونية الصينية والتي تتبع للحكومة الصينية، فإن شركة بايت دانس لن تبيع عمليات تطبيق تيك توك للمقاطع المصورة لشركة أوراكل أو شركة مايكروسوفت، ولن تعطي شفرة مصدر منصة الفيديو لأي مشترين أمريكيين.

وإنما سعت بايت دانس إلى إبرام شراكة مع شركة أوراكل على أمل تفادي الحظر الأمريكي والأخذ بعين الاعتبار إرضاء الحكومة الصينية في الوقت ذاته.

وبعد هذا الإعلان، انتشرت أحاديث وتساؤلات كثيرة عمّا إذا كان تطبيق «تيك توك» خضع لقرارات الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية بهذه الحركة.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس

وتحدث بعض المتابعين عن هذا الإعلان ووصفوه بالحركة التجارية الذكية التي كان يجب على الشركة الصينية أن تخوضها، كي تتجنب الحظر المعلن من قبل الإدارة الأمريكية على أحد أهم أسواق التطبيق في العالم.

فيما وصف آخرون ما فعلته بايت دانس بالخضوع للإدارة الأمريكية، وتنبؤوا بأن هذه الشراكة ستليها ضغوطات جمة على الشركة الصينية كي تستغني عن أصولها في الولايات المتحدة لمشغل تقني أمريكي.



وفي حديث مع «الرؤية»، قال حاتم الكاملي، المختص في التسويق الرقمي وتطوير المشاريع التقنية: «إذا تحدثنا من جانب انتصار أحد الأطراف أو صراع الهيمنة بين الصين والولايات المتحدة، ففي هذه الحالة نحن نتحدث عن انتصار أمريكي على السياسة الصينية في المجالين الاقتصادي والتقني على وجه الخصوص؛ لأنه وبحال إقفال الخدمة في الولايات المتحدة، فهو انتصار للسياسة الأمريكية بقيادة ترامب وإخضاع الصين بعد الصراع الطويل بينهما».

أما إذا تم الاستحواذ من قبل شركة أمريكية ولو بشكل غير كامل، كما يحدث الآن، فهذه الخطوة ستجشع الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات مماثلة في المستقبل تجاه شركات صينية أخرى.

وقال الكاملي: إذا نظرنا إلى ما يحدث من جانب تجاري أو تقني، بعيداً عن الصراع السياسي والهيمنة لطرف على حساب الآخر؛ فمن مصلحة بايت دانس أن تبيع أصول تيك توك في الولايات المتحدة، لكن وفق شروطها، أما إذا تم الاستحواذ أو البيع وفق شروط الإدارة الأمريكية أو شركة أوراكل، فهو بلا شك خسارة للصين أولاً ولتيك توك ثانياً.

وفي الحديث عمّا إذا تم الاستحواذ وفق تفاهمات تجارية تسمح بأن تستمر المنصة في السوق الأمريكي مع المحافظة على قيمتها السوقية الخاصة بها، والإبقاء على خصوصية المنصة، أكد الكاملي أن كلا الطرفين مستفيد، الحكومة الأمريكية كونها استطاعت السيطرة على توغل التطبيق في السوق، وكذلك الشركة الصينية التي تكون بهذه الحركة خرجت من الصراع بأقل الخسائر وبأرباح مالية مُجزية.

وبعد هذا الإعلان ذكرت عدد من المصادر أن أوراكل ما زالت تتفاوض مع الشركة الصينية على أخذ حصة من أصول التطبيق الشعبي في سوق الولايات المتحدة.