نيللي عزت

طالب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، المسلمين في ألمانيا، بالمشاركة في محاربة التطرف والإرهاب. وناشد الأئمة والسلطات، بضرورة الوقوف في وجه التعصب والتشدد.

وأضاف زيهوفر، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الإسلام السنوي في دورته الـ14، أمس، في برلين، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، أن الإرهاب والعنف باسم الدين يهددان أسس التعايش الاجتماعي، مشيداً بالتعاون المستمر بين الدولة ورجال الدين الإسلامي، والذي بدأ منذ التخطيط للمؤتمر قبل 14 عاماً.

وركز المؤتمر في مناقشات دورته هذا العام، على مشروع إطلاق كلية باسم «إسلام كوليدج» بجامعة أوسنابروك، أبريل المقبل، لتدريب أئمة داخل ألمانيا بتمويل من وزارة الداخلية الاتحادية، ووزارة العلوم في ساكسونيا السفلى.

وأكد وكيل وزارة الداخلية ومنظم المؤتمر ماركوس كيربر، ضرورة أن يصل عدد «الأئمة المستوردين» القادمين من الخارج إلى «صفر» في السنوات القليلة المقبلة. مشيراً إلى أن جامعة أوسنابروك ستقوم بتدريب 20 إلى 30 من رجال الدين والعاملين والمتخصصين في المجتمع بشكل سنوي.

وعبر كيربر عن أمله في أن تكون جامعة أوسنابروك نموذجاً يحتذى لمشاريع مماثلة، من شأنها أن تخلق هوية إيجابية وتتجنب التطرف.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

ترحيب إعلامي

وتناولت الصحف الألمانية المؤتمر بترحيب كبير، خاصة فكرة تدريب الأئمة بعيداً عن أيدي تركيا أو المتطرفين من الخارج.

وأكد تقرير لصحيفة «دي تسايت» على أن مؤسسة ديتيب المسؤولة عن المساجد التركية في ألمانيا، تستمد الدعم المادي والفكري من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويتم إرسال أئمة مساجدهم من تركيا، لخلق تشدد ومجتمعات موازية منغلقة.

وتطرق التقرير إلى تصريحات بولنت أوكار، أستاذ التربية الدينية الإسلامية والمدير العلمي لمشروع «إسلام كوليدج» في جامعة أوسنابروك، والتي أكد فيها أن مناهج الكلية ستتناول 7 وحدات، منها تلاوة القرآن وقواعده، وتعليم الخطب، وممارسات العبادة، والتعليم المجتمعي، والعمل الاجتماعي، وعمل المرأة والشباب، والتربية السياسية.

من جانبه، أكد الخبير في الشئون الألمانية، والباحث بجامعة كولونيا، لؤي المدهون، في تصريحات لـ«الرؤية»، أهمية إنشاء كلية لتدريب الأئمة في ألمانيا، خاصة أن الأئمة المستوردين من تركيا ودول أخرى لا يعرفون شيئاً عن الواقع الألماني، ولا يجيدون اللغة الألمانية، ويواجهون صعوبات في فهم المشكلات الخاصة بالمجتمع.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تأخرت كثيراً، وكان على ألمانيا أن تقدمها منذ سنوات، خاصة أن مؤتمر الإسلام يرجع إلى 14 عاماً.

ونوّه بأن التحدي سيكمن في درجة قبول هؤلاء الأئمة في مساجد ألمانية بعد سنوات من سيطرة مؤسسة ديتيب التركية على كثير من المساجد. مستنكراً إخفاق ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، في تطوير بنية تحتية مستقلة للمسلمين داخلها.

وأكد المدهون على أنه من المهم البدء في دمج المسلمين في الإطار المؤسسي للدولة الألمانية، دون أن تتدخل الدولة في محتوى الدين.

وأشار إلى أن الدستور الألماني، يمنح الأديان حقوقاً كثيرة، ويعترف بها كشريك، وليس كمنافس مثلما هو الحال في فرنسا، مؤكداً أن ألمانيا ما زال أمامها مشوار طويل، ولكن لا يوجد بديل عنه في مواصلة الحوار ومساعدة المسلمين الألمان على الاستقلال عن الخارج.