الرؤية

الثقافة.. مصطلح موسوعي شامل، وهنالك مئات المحاولات لتعريف كلمة «ثقافة»، إلا أن غالبية التعريفات تتفق على أن الثقافة على الصعيد المجتمعي تعني أسلوب الحياة السائد في مجتمع ما، ويقع العديد من وزارت الثقافة العربية وغير العربية في فخ التركيز على الفعاليات التي ترصد بعض جوانب الثقافة بواسطة استدعاء ما يسمى بالنخبة المثقفة للمشاركة، من منطلق أن هذا وحده يكفي لتفعيل الدور الحقيقي المنوط بهذه الوزارات.
إن الدور الأساسي لوزارات الثقافة في كل دول العالم، هو السعي لإنتاج الثقافة لتحسين سلوك جميع الأفراد، ولتكون حاضنات أساسية في عملية التنمية التي تحسن جودة الحياة، لذلك أدركت الدول المتقدمة منذ عدة قرون أن سلوك الأفراد هو الذي سينتج الحضارة ويدفع عربة الإزدهار في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وتمثل سلوكيات الفرد السلبية الخطر الأكبر الذي يعرقل التطور، فمثلا ما فائدة أن تبني الحكومات الحدائق والمرافق العامة التي ستتعرض للتخريب بعد أسابيع قليلة.
إن الفعاليات الثقافية يجب أن تكون أكبر من مجرد مسرحيات وأمسيات شعرية وحفلات تنتظر أن يأتي إليها الأفراد الذين سرقهم صخب الحياة، بل إن الفعاليات المنتجة للثقافة هي التي يجب أن تقترب من الجمهور وأن تمارس فعل التنوير والتطوير من أجل تغيير النظرة القديمة التي ترى أن هذه الفعاليات ضربا من الترف، وبالتالي لا يمكن استغراب عزوف الجماهير العربية عن حضور الفعاليات الثقافية، وهي لا تزال تكرر نفسها، وتقع في نفس الخطأ، ولا تستجيب لمتطلبات المرحلة والعصر والجيل، والتي تحتاج إلى اتباع نهج يتوافق مع الزمان والمكان.

أخبار ذات صلة

طاقة الألوان وتأثيرها النفسي على حياتي
أعجبني فقلت..