موسى علي

لم يكن تسريب عقد ليونيل ميسي نجم البارسا مجرد حدث عادي، صحيح أن تسريب عقود النجوم أمر معتاد في الصحافة العالمية، إلا أنه هذه المرة تسبب في موجات من الجدل لن تنتهي قريباً، فقد أشار البعض إلى أن ليو أصبح هو المشكلة، لأنه تسبب في ارتفاع فاتورة ديون البارسا، خاصة أن عقده الحالي الذي بدأ 2017 وينتهي الصيف المقبل يحصل بموجبه على 555 مليون يورو، فيما يتمسك البعض الآخر بأن ميسي يستحق كل يورو يحصل عليه، بالنظر إلى أنه قاد النادي الكتالوني للفوز بـ34 بطولة، وأحرز 661 هدفاً في 787 مباراة، ليصبح اللاعب الأكثر تأثيراً في تاريخ البارسا على المستويات كافة، من ناحية البطولات ورفع شعبيته، فضلاً عن دوره في زيادة الإيرادات المالية.

أزمة مالية خانقة

ملعب كامب نو. (من المصدر)


بلغت خسائر برشلونة موسم 2019 ـ 2020 نحو 88 مليون جنيه استرليني رغم تخفيض أجور اللاعبين نتيجة تفشي فيروس كورنا المستجد «كوفيد-19». وسجل النادي الكتالوني إيرادات بقيمة 777 مليوناً استرلينياً موسم 2019 ـ 2020، بانخفاض قيمته 125.5 مليون جنيه استرليني عن عام 2018 ـ 2019، وبأقل أيضاً من الإيرادات القياسية المتوقعة البالغة مليار يورو وفقاً لبيان نشره النادي.

وقال النادي في بيانه إن حجم الديون المستحقة عليه بلغت 443 مليوناً استرلينياً نتيجة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، ويوضح التقرير أن الأرقام المعلنة لا تشتمل على الإيرادات المتحققة من المسابقات التي جرت بعد تاريخ 30 يونيو من العام الماضي، تاريخ نهاية السنة المالية 2019-2020 مثل الليغا ودوري أبطال أوروبا.

كما فقد برشلونة أيضاً إيرادات المباريات في ظل منع الجمهور من حضور مباريات الدوري الإسباني، كما أثر تراجع أعداد السياح الوافدين على مدينة برشلونة وقيامهم بجولات لمقر البارسا، أيضاً في عائدات النادي.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي


وستكون، أولى مهام الرئيس إعادة الأوضاع المالية إلى نصابها الصحيح، من أجل تفادي غضبة النجوم الكبار، الذين لا يبدو أنهم راضون عن تخفيض الرواتب الحالية.

وإلى جانب، رفد النادي بالإيرادات الضخمة، سيجب على الرئيس الجديد للبرسا، الحفاظ على نجم الفريق ميسي في قلعة النادي الكتالوني، إلى جانب وقف العمل بسياسة استقطاع الرواتب من اللاعبين، التي لا يرغب نجوم الفريق باستمرارها طويلاً.

والاتفاق الذي أُبرم أخيراً مع اللاعبين من أجل تخفيض رواتبهم أعطى جرعة منعشة لخزينة النادي الذي كان على حافة الإفلاس.

ووفر تخفيض رواتب اللاعبين على النادي 122 مليون يورو، كما تم الاتفاق على تأجيل دفع مكافآتهم المقدرة بـ50 مليون يورو وتقسيطها على 3 سنوات.

وكان اللاعبون وافقوا على تخفيض رواتبهم بنسبة 70% أثناء فترة كورونا التي نتج عنها توقف قسري للمباريات، وتم تقديم مساهمات إضافية لضمان حصول الموظفين غير الرياضيين على أجورهم كاملة خلال تلك الفترة.

متطلبات فنية

يعتبر ترميم خط الدفاع أولوية بالنسبة للمدرب رونالد كومان بعدما عانى الفريق من إصابات كثيرة في هذا المركز خلال الفترة السابقة، أبرزها غياب بيكيه حتى نهاية الموسم، إضافة إلى عدم استقرار مستوى المدافع الفرنسي كليمنت لينغليه، كما يجب تدعيم هجوم النادي الكتالوني برأس حربة ليشغل مكان الدنماركي مارتن برايثوايت.

وتفيد الصحافة الكتالونية بأن النادي يستعد للتخلي عن مدافعه متكرر الإصابات الفرنسي صامويل أومتيتي مقابل ضم قلب الدفاع الشاب إريك غارسيا الذي نشأ في أكاديمية النادي، من مانشستر سيتي الإنجليزي، والتعاقد مع البرازيلي فيليبي من أتلتيكو مدريد.

غير أن رياح الجماهير تجري بما لا تشتهيه خزينة النادي وتقف المشكلة الاقتصادية عائقاً أمام كل هذه الأحلام، ففي 2019 حصل برشلونة على قرض بقيمة 140 مليون يورو لمدة 5 سنوات من صندوق استثمار أمريكي، كما استدانت الإدارة السابقة 815 مليون يورو على مدى 30 عاماً من بنك «غولدمان ساكس» لإكمال المشروع المكلف لتجديد ملعب «كامب نو».

ميسي في قلب الأزمة

قال ميسي في هذا الصدد بتصريحات سابقة: «سيكون من الصعب ضم لاعبين جدد لأننا بحاجة للأموال وهي غير موجودة». ويمكن النظر إلى هذا التصريح بطريقة أخرى بعد تسريب عقد ميسي، فهل يشعر بأنه تسبب، ولو بدرجة ما، في تعميق جرح الديون التي يعاني منها النادي؟ أم أنه على قناعة بأنه كان لاعباً رئيسياً في إنعاش خزائن النادي على مدار ما يقرب من 15 عاماً، أو 10 سنوات على الأقل شهدت تصدره للمشهد الكروي العالمي.

لابورتا المرشح الأوفر حظاً



في ظل المؤشرات الحالية يبقى الرئيس السابق للنادي خوان لابورتا المرشح الأوفر حظاً لخلافة بارتوميو على سدة رئاسة برشلونة، وذلك لخبرته الكبيرة في هذا المكان ونجاحه في مهمته السابقة التي قاد بها النادي الكتالوني لحصد (12 لقباً) من عام 2003 حتى 2010، حقق فيها الفريق لقب الدوري الإسباني 4 مرات، وكأس إسبانيا مرة ولقب كأس السوبر الإسباني 3 مرات، إلى جانب لقبَي دوري أبطال أوروبا، ولقب كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.