إخلاص شدود ـ دبي

أعلنت هيئة الطرق والمواصلات بدبي عن التشغيل الرسمي للجيل المطور من العبرات الخشبية التراثية، والتي صُممت وفق أعلى معايير الأمن والسلامة والبيئة وضمن أطر الحفاظ على هويتها وشكلها التراثي، وذلك في إطار خطة تطوير منظومة وسائل النقل البحري بشكل يتناسب مع احتياجات الجمهور.

وكشفت الهيئة عن اعتماد 4 معايير لرصد نتائج تشغيل العبرات، تشمل الكفاءة التشغيلية ونسبة الأعطال، وعدد الركاب، ونسبة تغطية التكاليف ونسبة الإشغال، ورضا المتعاملين.

وقال لـ«الرؤية» مدير إدارة النقل البحري في مؤسسة المواصلات العامة في «طرق دبي» محمد أبو بكر الهاشمي إن الجيل المطوّر من العبرات التراثية النموذجية أُنجز محلياً بأيد إماراتية بنسبة 100%، بعد وضع خطط التطوير التي اعتمدت على رصد الواقع وبحث التحديات التي تواجه المستخدمين، مع الاستعانة بكبار المواطنين أصحاب الخبرة في العبرات الخشبية وأصحاب العبرات للاستفادة من تجاربهم في الخطط التحسينية.

محمد أبوبكر الهاشمي.


وأفاد الهاشمي بأن تنفيذ العبرات تم في أحد المصانع المحلية الذي استغرق 4 أشهر، مضيفاً «ورؤيتنا المستقبلية أن تكون العبرة الحالية هي النموذج لكل العبرات في خور دبي، أي أنه في حال وصول العبرات المستخدمة للعمر الافتراضي يتم الاستعانة بهذه العبرة لرسم تصور العبرة الجديدة، والالتزام بالمواصفات المعتمدة من حجم وطول وعرض وأنواع المحركات والمواصفات الفنية الأخرى».

تحديات

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وعن أبرز التحديات في العبرات القديمة التي تم رصدها من خلال استبيان رضا المتعاملين والتعامل معها، ذكر الهاشمي أنها تتضمن طريقة دفع الأجرة، وموضوع الضوضاء والانبعاثات الكربونية من المحرك، وتعزيز وسائل السلامة في العبرات.

وأوضح أن الهيئة تعاملت مع هذه التحديات عبر إتاحة الدفع ببطاقة نول أو البطاقات الذكية، كون معظم مستخدمي العبرات التراثية من السياح، كما عولجت مسألة الضوضاء بعزل وتعديل المحركات، لينخفض الضجيج من 80 ديسيبل إلى أقل من 60 ديسيبل، ما يعطي نوعاً من الأريحية والاستمتاع في الرحلة، إضافة إلى رفع قوة المحرك العامل بالديزل لتخفيض مستويات الاهتزاز، ما يوفر سهولة عند المناورة وصفّ العبرة، مع تنفيذ تجارب لبدائل وقود حيوي، تقليلاً لمستوى التلوث ودعم توجه دبي في استخدام الطاقة النظيفة.

تصوير عيسى البلوشي.


وأضاف أن الهيئة اعتمدت مقاييس عدة لتعزيز السلامة، من تعديل مقعد السائق ليكون أعلى من الوضع العادي، مانحاً إياه الوضوح في الرؤية، وتوفير الكاميرات وأنظمة التتبع، عدا عن تغيير أماكن ستر النجاة، بوضعها أسفل المقاعد، ولكل راكب سترة نجاة سريعة التناول وسهلة الاستخدام في حالات الطوارئ، وهذا يختلف عن العبرات القديمة التي كانت تضعها في سقف العبرة.

وأشار إلى تزويد العبرات بأجهزة لمراقبة الأداء والتحسين المستمر، وإنجاز أعمال الصيانة بغرض استدامة العبرة، لافتاً إلى عدم تسجيل أية حوادث على العبرات في خور دبي.

وقال الهاشمي «حرصنا في العبرات النموذجية على مواءمتها لمتطلبات أصحاب الهمم تطبيقاً لـ(كود دبي)، من قبيل توفير أماكن خاصة للكرسي المتحرك»، مشيراً إلى أن العبرة مصنعة من خشب التيك الأفريقي ولها مميزات عدة، أبرزها العمر الافتراضي الطويل ومتانتها وصلابتها.

20 راكباً

تصوير عيسى البلوشي.


وبحسب مدير إدارة النقل البحري، تعتبر العبرات التراثية في خور دبي أبرز الوسائل التقليدية للتنقل الموجودة بين ضفتي خور دبي، وحالياً تشرف طرق دبي على تشغيل 148 عبرة تراثية خشبية مملوكة من قبل أفراد، بينما يتمثل دور الهيئة في توفير المحطات وتنظيم العمل التشغيلي وساعات العمل ومتابعة منظومة السلامة والأمان.

وأشار إلى أن الهيئة تسعى لتطوير منظومتها في العبرات التقليدية الخشبية مستقبلاً، ولذلك تم عمل نموذج العبرة الخشبية لتطوير أي عبرة مستقبلاً، فكان التركيز في المشروع على معايير الأمن والسلامة.

وأفاد مدير إدارة النقل البحري بأن سعة العبرة النموذجية تبلغ 20 راكباً، وهي مزودة بملصقات إرشادية تدل على أماكن الجلوس وأماكن دخول وخروج الركاب، وأجهزة لقياس مدى الماء داخل العبرة لتعطي إنذاراً للمهندسين عن أي تسرب بسيط، وجهاز آخر يسحب الماء آلياً.

تصوير عيسى البلوشي.


وأكد الهاشمي أن سائقي العبرات مدربون ومؤهلون ومعتمدون ضمن سلطة دبي الملاحية، وتحرص الهيئة على إخضاعهم لدورات تدريبية في مجال الأمن والسلامة وخدمة العملاء.

ولفت إلى أن الخور يضم 4 محطات رئيسية، وهي محطة السبخة، سوق ديرة القديم، سوق بردبي القديم، ومحطة الفهيدي، وتنقل سنوياً نحو 14 مليون راكب بين ضفتي الخور.