محمد البديوي

تعيش الجاليات العربية بالولايات المتحدة أيام وليالي شهر رمضان المبارك، حاملين معهم عادات وتقاليد 22 دولة عربية، حيث «تقدر أعدادهم بأكثر من مليوني شخص ينتشرون في 50 ولاية»، طبقاً لمركز الإحصاء الأمريكي.

وتشهد المساجد هذا العام إقامة الإفطار الجماعي الذي توقف العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، كما تعقد بعض الجاليات العربية في عدد من الولايات حفل إفطار جماعي يضم الطلاب والدارسين والعائلات والباحثين.

وقال سلطان المناهلي، الطالب الإماراتي بجامعة بنسلفانيا إن الطلاب الإماراتيين يعقدون حفل إفطار جماعي عن طريق النادي الطلابي الإماراتي بالولاية، في محاولة لتعويض الأجواء العائلية التي يفتقدونها في الغربة.

وأشار إلى الاختلافات الكبيرة بين شهر رمضان في جو الأسرة والعائلة في الإمارات، ورمضان في أمريكا، لكنه أشار إلى أن هناك حرصاً من الطلاب وبعضهم البعض على التواصل والتجمع خلال الشهر الفضيل.

نشاط الجاليات

وأشار أحمد محارم، الإعلامي الذي يعمل في نيويورك إلى أن الجالية الإسلامية الكبيرة في نيويورك تقوم بالكثير من الأنشطة خلال رمضان، وخاصة المساجد التي تنظم إفطاراً جماعياً يومياً.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

ولفت إلى أن شرطة نيويورك التي تضم أكثر من 1000 مسلم، تحاول تقديم الخدمات للجالية المسلمة، مع تأمين دور العبادة طوال الشهر.

وأوضح أنه حاليا يُقيم مع أولاده في مدينة سنسيناتي في أوهايو، حيث يوجد هناك مركز إسلامي كبير يضم مسجد أحمد السماوي، بالإضافة إلى مدرسة السويدي، وستقام هناك خيمة رمضانية على مستوى 5 نجوم تقدم وجبات إفطار مجانية. وأشار إلى أن بعض العائلات أيضاً تقوم بتزيين منازلها خلال الشهر الفضيل بـ«زينة رمضان» في محاولة لجلب الأجواء الرمضانية التي يفتقدونها في بلدانهم.

بين واشنطن والقاهرة

وقارن «محارم» بين رمضان في أمريكا ومصر، مشيراً إلى أن تباعد المسافات ومساحات المنازل وأوقات العمل في أمريكا لا تسمح للمواطنين بالتواصل، «لكن دور المساجد يعوضنا عن هذا، حيث يتجمع المسلمون ليس من أجل الطعام، وإنما من أجل الشعور بالشهر الكريم، وتحضر بعض العائلات طعاماً إضافياً وقهوة وتمراً وعرق سوس، وغيرها من المشروبات».

وتشهد المساجد إقبال أشخاص من جنسيات وعقائد وثقافات أخرى يرغبون في التعرف على عادات شهر رمضان والثقافة الإسلامية. وتكتب المساجد على أبوابها لافتات «نرحب بالجميع»، حيث يتوافد أمريكيون وغيرهم على المسجد للتعرف على الثقافة الإسلامية، مما يحول الشهر إلى تمازج للثقافات، كما يتبرع بعض الأقباط للإفطار الرمضاني.

حياة الطلاب

ومن جانبه قال سعد أحمد، باحث من دولة الكويت، ومقيم بالعاصمة واشنطن، إن الطلاب عموما يفتقدون التجمعات العائلية والأجواء والطعام، لافتاً إلى أن الطعام في أمريكا أغلبه وجبات سريعة كما أن حياتهم الجامعية كطلاب، لا تتيح لهم الوقت للطهي وتجهيز وجبات.

وأضاف أنه لا يوجد وجه مقارنة بين رمضان في الكويت وأمريكا، حيث يشعر أن رمضان بلا روح في أمريكا، ويفتقد هو وزملاؤه أجواء الألفة والعائلة في الدول الخليجية.