نورة حسن الحوسني كاتبة وروائية ـــ الإمارات

أيّ سعادة أكبر من تلك التي تنتابنا، ونحن نشاهد تفتح زُهيْرات في روض سقيناه بكدنا وعرقنا، وسهرنا على الاهتمام بتفاصيله بشغف العاشق المفتون بحبيبته.

هذه المشاعر والأحاسيس على أهميتها وجمالها، تبقى في الواقع دون تلك المشاعر والأحاسيس التي تغمرني، وتلامس نياط قلبي، وأنا أشاهد ابنتي التي سهرت على تربيتها، وهي تقترب من عام تخرجها في الدراسة.. مشاعر قد يعجز اليراع عن ترجمتها على سطور الصفحات، وتعجز الكلمات عن التعبير عن وصف جمالها.

أراني اليوم عاجزة عن وصف تلك الأحاسيس، التي تختلط فيها دموع الفرح والحزن معاً، فرح لكونها كبرت وتستعد الآن لدخول مرحلة جديدة من الحياة، وشجون تحملها إلى قلبي تلك الذاكرة التي تعيدني إلى السنوات التي قضيتها مع زوجي الشهيد، ونحن ممسكان بأيادي بعضنا كيما نظلل فلذات أكبادنا، ونمسك بأيديهم وهم يعبرون دروب الحياة.

يغمرني الفرح، حقّاً، وأنا أشاهدك تكبرين يا فتاتي الأجمل، ومن أجمل منك في عيني؟، وأنت امتداد لمن أحببته حتى النخاع، امتداد لشهيد قدم روحه في سبيل وطنه، والمبادئ التي آمن بها.

ومها قلتُ فأنا أعجز عن أذهب في التعبير بما في فؤادي يا ابنتي، ذلك لأن المشاعر التي أودعها الله في قلب الأم تجاه أبنائها لا توصف، لكن جل ما يمكنني قوله هو أن تتشجعي يا حبيبتي وخفقات قلبي، وتتابعي المسير في دروب الحياة ومسالكها وأنت تتكئين على حميد الأخلاق التي تربيت عليها، وتحملين من الصفات أجملها، وتهيمين فخراً بنجاحاتك في الحياة، لتغمري قلبي وقلب والدك الراحل بالسعادة الأبدية.

أخبار ذات صلة

ليوم آخر..
الثانية عشرة إلا فرحاً


لا تتوقفي يا ابنتي وتابعي المسير، لأن هناك الكثير من الطموحات والآمال لا تزال بانتظارك، لتكوني وشقيقك خير الخلف لنا.. وتلك هي الرسالة التي حملتها ووالدك الراحل في هذه الحياة.