غنوة كنان

أصبحت شهادات اختبار كورونا التي تثبت خلو حاملها من الفيروس، وشهادات إثبات تلقي لقاح مضاد للفيروس، أمراً إلزامياً للتنقل بين الدول، أو حتى لممارسة النشاطات المختلفة محلياً في بعض الدول.

ورغم أن هذه الاشتراطات وضعت لمواجهة الوباء وحصر العدوى، إلا أن محتالين وجدوها فرصة فيما يبدو لممارسة أنشطة النصب عبر الشبكة المظلمة على الإنترنت.

والشبكة المظلمة هي محتوى على الإنترنت يروج للممنوعات، ولا يمكن الوصول إليه إلا من خلال برامج معينة، وليس متاحاً على الصفحات العادية للإنترنت.

المعارضون للقاحات يقبلون على الشهادات المزيفة. (رويترز)


ويستخدم المحتالون أيضاً قنوات متعددة على تطبيق التيلغرام بعضها يضم أكثر من ألف مشترك.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، اكتشف الباحثون أن السوق الخفية التي يتم الترويج بها للقاحات مزيفة وشهادات الاختبار بمبلغ زهيد جداً لا يتجاوز 35 دولاراً أمريكياً نمت بشكل كبير، حيث أصبحت تضم أكثر من 1200 بائع محتال في بريطانيا والعالم.

العطلات والسفر

وقالت الصحيفة إن هذا التوسع في الاحتيال ظهر بعد أن سمحت بريطانيا مؤخراً بالسفر للخارج لقضاء العطلات، واشترطت وجود شهادة اختبار كورونا بنتيجة سلبية مع المسافرين، في حين تلوح جوازات سفر اللقاح في الأفق.

وأشارت الغارديان أيضاً إلى أن الأشخاص المعارضين لأخذ اللقاحات والأشخاص الذين يصلون إلى بريطانيا من الدول الفقيرة يشكلون الشريحة الأكبر من أولئك الذين يلجؤون لشراء الشهادات المزيفة.

ووجد الباحثون أدلة على تزوير بطاقات اللقاح التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وأيضاً المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى شهادات اختبار مزيفة متاحة للبيع على بعض مواقع الاحتيال على الشبكة المظلمة، وعلى منصات يسهل الوصول إليها، بالإضافة إلى الترويج لها عبر تطبيقات المحادثات الذكية كالواتساب والتيلغرام.

الرقابة في المطارات مهمة لكشف الشهادات المزيفة. (رويترز)


وأفاد مسؤولون في قوة حرس الحدود البريطانية بأنهم يقومون باعتقال حوالي 100 شخص يومياً يحملون شهادات مزورة لاختبارات كورونا، وأن غالبية المسافرين الذين تم القبض عليهم قادمون من دول فقيرة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا.

سوق منتعشة

وقال لياد ميزراشي كبير الباحثين في شركة تشيك بوينت للأمن السيبراني، إن الأشخاص الذين يرفضون تلقي اللقاح بحجة نظريات المؤامرة التي لا أساس لها، ويقومون بنشر المعلومات الخطيرة والمضللة، هم من بين المقبلين على شراء هذه الشهادات.

وأشار الخبراء إلى أنه منذ بداية الوباء في عام 2020، بدأ المحتالون بالترويج لمنتجاتهم عبر شبكة الإنترنت المظلمة، وفي البداية كانوا يروجون للكمامات ومعدات الحماية وأدوية يزعمون أنها علاج للمرض، وفي أكتوبر 2020، بدأ الخبراء يرون بائعين يروجون للقاحات مزيفة.

وحذر الباحثون من أن الأشخاص الذين يقومون بمشاركة صور بطاقات اللقاح الخاصة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوفرون مصدراً سهلاً لعمليات التزوير.

وفي وقت سابق هذا العام حذرت وكالة تطبيق القانون الأوروبية، يوروبول، من نشاط محتالين في إنتاج وبيع شهادات اختبار كورونا في المطارات والمحطات وعلى الإنترنت وفي جميع أنحاء أوروبا.