حبيبة عوض طالبة جامعية ـ الإمارات

لا أؤمن بواقعية الحب، ودائماً ما شككت فيه، ومدى صدق المدعي بالحب، مع أن الحب في ذاته جميل، إنه أجمل بمئات المرات من أن يتواجد في زمننا الحاضر كحالة من اللَّهو والعبث والحب الحقيقي، كمتعة مشاهدة، طرحته الروايات والأساطير والأفلام، لكن أغلب المتفرجين لم يجرّبْه على أرض الواقع.

في الروايات والأساطير والأفلام تكون نهاية الحب سعيدة لنيل رضا الجمهور لا أكثر، لكن هل فعلاً بعد النهاية السعيدة هناك سعادة؟ والبكاء على مشهد الفراق مراراً، لن يغير من الأحداث شيئاً، فمثلاً لن يلتفت البطل ويعود راكضاً لمحبوبته يمسح دمعها، ولن يتغير رأي والدها المُتعنت ليسمح بالحب.

أما قصص الحب الواقعية، فإنها في الغالب لم تبلغ نهاية سعيدة أبداً، ذلك أن الحب يولد في معظم الحالات من المأساة وحتى لو تحقق، فستكون حياة العاشقين بعد الزواج مملة وتعيسة، وينطبق هذا على السابقين أيضاً،، فمثلاً لو انتهت قصة ليلى وقيس باللقاء ووافق الأب، واتفقت الظروف وانحنت العادات والتقاليد مستسلمة وتزوج الحبيبان، حينها كان هيام قيس بحبيبته ليلى سيقل، وربما تفشى الملل بينهما، وعندها كان المجنون ليشك في جنونه فيجد عقله صدفة ويكتشف مدى حمقه عندما تمنَّاها، ولربما شك في عشقه من البداية، ولما أصبحا آية الهيام والعشق النقي في حاضرنا.

إذن الحب لا ينمو ويتأصل ويمد جذوره إلاّ بالفراق، لطالما ارتبط الحب بالسعادة والراحة ولم يكن أبداً حليفهما، وهذا ما يجعل العامة يأملونه طويلاً وينتظرونه كثيراً، ولهذا فالحب مزيف إلا في الخيال والفن.

ربما كان الحب حقيقياً في الماضي، ومن شدة صدق السابقين انتهت جميع حظوظ اللاحقين أن يحبوا بالمثل، وقد بقي القليل شديد الندرة لقلة مختارة منا، أما بقيَّة من في الأرض فلهم في الخيال حياة، فإن خرج من الخيال إلى الواقع أصبح تلفيقاً، وقد منحوا حياة ليعيشوا، فأضاعوها في التمنِّي.

أخبار ذات صلة

ليوم آخر..
الثانية عشرة إلا فرحاً