نورة حسن الحوسني كاتبة وروائية ـ الإمارات

بيد مرتعشة، وقلب راح يخفق، رحت أكتب هذه الخاطرة إليك يا ابنتي الغالية، كي أهنئك بصدور كتاب هو الأول الذي يحمل اسمك.

في هذه اللحظات تتملكني فرحة لا قدرة لي على وصفها، لكن مشاعر مختلطة تغمرني، وأنا أخط بيراعي كلمات التهنئة هذه، حيث حملتني الذاكرة إلى سنين مضت، كنتُ أَتحدث مع والدك الشهيد كلما لمحتُ لمعان عيْنيه المعبرتين عن فرحه، وأنتِ تحملين كراسات المدرسة مع أخيك.

أفرح لأن اسمك زيّن غلاف كتاب كتبتِه بنبضات قلبك الفتي، وأتوه في متاهات الحزن لأن من كان ينتظر تلك المناسبة غائب، وراحل إلى الأبد لكنه باقٍ في وجداننا.

يا حبيبتي لقد وقفنا معاً في مواجهةِ رحيل أغلى من لدينا، فاتكأتِ على ساعدي، وَمِن عينيكِ الطفوليتين استعرت الكثير من الأمل.

كم تخونني الكلمات وأنا أحاول وصف فرحتي بك، أراني أحمل في قلبي فرحة تفيض عمّا كنت أنتظره، فطفلتي الأغلى تشارك في معرض للكتاب كمؤلفة، كيف لا تدمع عيناي فرحاً، وأنا أبصر تلك الزهرة التي ربيتها، على هدي ما تعلمته من حبيب راحل، من عينيها تلمست مشاعر القوة والصبر، كنتِ أمانة في عنقي، ومصدر السكينة لقلبي الذي سَكَنَه الفراغ بعد رحيل من أحببت.

أخبار ذات صلة

أزمة الطاقة وشتاء أوروبا
الابتكار من أجل السلام


«الزهور».. عنوان كتابك الأول، وأي كلمة أرق من تلك الكلمة، التي اخترتِها، وكأني بك تُصرين على الحياة والعطاء، لِتُفْرِحي روحي وروح والدك الشهيد.

عزيزتي، فرحتي بك كبيرة، وفخري أكبر بكثير، وأنا أشاهد فلذة كبدي تخطو الخطوة الأولى في عالم الأدب والعطاء، ألف مبارك لك يا طفلتي. ليكن ذلك بداية الطريق، نحو مستقبل مشرق وزاهر، كما كنتُ أحلم دائماً يا زهرتي الجميلة.