سامح الليثي

الابتكار والبحث عن الأنشطة غير الاعتيادية كان المحرك الأساسي في اختيار نشاط المشروع لدى رائد الأعمال ومؤسس شركة «تطوير» للاستشارات والدراسات الجيوفيزيائية محمد المرزوقي مؤكداً أن الابتعاد عن تقليدية المشاريع يعد ضرورة ملحة حالياً أمام رواد الأعمال في ظل التطور الحالي واتساع الأنشطة الاقتصادية والتشبع الذي يشهده السوق من المشاريع المتكررة.

وأضاف في لقاء مع «الرؤية» أن النشاط المبتكر يكفل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة سواء في ثقة الجهات الداعمة والتمويلية أو تخطي فترة التأسيس الأولى وتحقيق حجم عوائد يعزز تحول المشروع وانتقاله إلى مرحلة الربحية واتساع نفاذيته في السوق وهو ما حققه بشكل واضح مع إنجاز شركته 3000 عقد متفاوت القيمة منذ انطلاق أعمال شركته منذ 8 سنوات تقريباً.

وفيما يلي نص الحوار:

متى بدأت الخطوات الأولى في المشروع؟

بدأت أعمال الشركة في مايو من عام 2013 وذلك عقب مرحلة من التحضير تم فيها التأسيس عبر دعم مباشر من صندوق خليفة لتطوير المشاريع والذي لم يتوانَ في اعتماد المشروع وإمداده بالتمويل اللازم في ظل استراتيجيته لدعم أفكار رواد الأعمال والتي تلقى خدماتها زخماً في الطلب من جانب القطاعات الاستراتيجية المحلية.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022

كيف جاءت فكرة النشاط؟

تكونت فكرة المشروع من منطلق اهتمامي بالتربة واكتشافها والقريبة نسبياً من دراستي التي نلت بها شهادة بكالوريوس في علوم الزراعة في المناطق القاحلة عام 2000 من جامعة الإمارات حيث سعيت لتطوير الرؤية ودخول مجالات عملية أكثر تخصصية في مجالات اكتشاف التربة وطبقاتها الخفية وقد عزز نجاحي في إدارة الشركة خبرتي الممتدة لنحو 19عاماً تقريباً في مجال الخدمات البيئية ومكافحة آفات الصحة العامة والشؤون البلدية والحكومية لدى كل من بلدية أبوظبي وبلدية دبي لأصل إلى وظيفتي الحكومية الحالية كمدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة في مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير».

ما أهم الأنشطة التي تقوم بها الشركة؟

تقوم الشركة بتقديم كافة الخدمات الجيوفيزيائية الفنية من التصوير المقطعي الكهربائي، وتحليل سرعة الموجات الزلزالية السطحية لأغراض الهندسة المدنية والرادار الأرضي التصوير بالمسح الجاذبي والمغناطيسي، المساحة الطبوغرافية والاستشارات الفنية.

ما أهم القطاعات المستفيدة منها؟

تخدم تلك الأنشطة عدة مهام تشمل اكتشاف مكامن النفط والغاز والمعادن والمياه الجوفية والكهوف والآثار والأفلاج والتصدعات الأرضية والعقارية، وتمديدات الأنابيب والكهرباء والماء والاتصالات الأرضية وبالتالي فإن القطاعات المستفيدة تشمل قطاع النفط والغاز والقطاع الإنشائي وقطاع الكهرباء والمياه والبنية التحتية والاتصالات وكافة المشاريع المدنية والإنشاءات الضخمة.

كم عدد العقود التي نفذتها الشركة؟

أنجزت الشركة منذ بدء أعمالها قرابة 3000 مشروع منها 4 عقود كبرى ما زالت سارية وكانت انطلاقتنا الأولى مع شركة الجابر لتحديد موقع خط الوقود لمطار أبوظبي الدولي للحفاظ عليه دون تأثره بعمليات الإنشاءات والتوسعات ثم حصلنا على عقد مشاركة لتقديم خدمات البحث عن التجاويف الأرضية ومناطق ضعف التربة العميقة قبل بدء الأعمال الإنشائية في مشروع مطار آل مكتوم ثم عقود للأعمال الرقابية على الحفريات في مضامير لسباق الخيول، بينما تم تسجيلنا كمزود للخدمات ضمن مشاريع بلدية مدينة العين في الوقت ذاته فيما نتطلع لتقديم بعض العقود في أسواق خارجية مثل سلطنة عمان.

كيف تواجهون التنافسية في ظل انفتاح السوق؟

نستند لعدد من العوامل بمواجهة تنافسية السوق منها: مدى تلبية الخدمات للمعايير فالتقارير الفنية تعتمد من قبل فرق الخبراء في البلديات منها بلدية العين والمؤسسات العملية مثل جامعة الإمارات إضافة إلى ملاءمة الخدمات للعملاء من حيث الكلفة والجودة والالتزام بالتوقيتات والحرص على تنفيذ العقود بأفضل المعدات التكنولوجية وعبر فريق بشري ذي خبرة طويلة وعالية المعايير يتضمن نحو 20 موظفاً.

كيف تقيم الدعم الحكومي الممنوح لرواد الأعمال في السوق المحلي؟

من الإنصاف الإشادة بالدور الذي تقوم به المؤسسات الحاضنة لإطلاق المشاريع مثل: صندوق خليفة لتطوير المشاريع حيث لا تكتفي بتقديم التمويل المباشر لمراحل المشروع المختلفة بل يقوم أيضاً بالكثير من التنسيق لحصول رواد الأعمال على الخدمات الحكومية المختلفة، بالمقابل يجب العمل على بعض المبادرات التي ما زال رواد الأعمال في احتياج إليها مثل مبادرات خفض الرسوم إلى جانب زيادة المساحة المتاحة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في نيل العقود الحكومية ولا سيما في الفترة الحالية التي يسعى فيها الكثير من رواد الأعمال للتعافي بعد الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا.

ماذا تقول لرواد الأعمال الجدد؟

هناك عدد من الصفات يجب الحرص على تعزيزها بما يخدم استمرارية مشروعاتهم منها تطوير المهارات القيادية وتعزيز العمل الجماعي وروح الالتزام والمشاركة ومبادرات التحفيز الوظيفي، كما يجب العمل على خطط ورؤى طويلة الأجل وذات رؤية للمستقبل ولعل أفضل الدروس المستفادة من الجائحة هو إرساء خطط مرنة للتعامل مع الأزمات وتعزيز الاعتماد على بيئات العمل المرنة والافتراضية بما يزيد من القدرات الوظيفية على التأقلم والقيام بكافة الأعمال في ظل أي متغيرات أو أزمات طارئة.