تتعرض البرازيل لأسوأ موجة جفاف، لم تشهدها منذ حوالي 90 عاماً، كان لها تأثير على أوجه عديدة كالزراعة، كما تراجعت كميات المياه التي تستخدم لتوليد النسبة الأكبر من احتياجات البلاد من الكهرباء، وسط مخاوف من اندلاع حرائق ضخمة في غابات الأمازون، بينما لا تزال البلاد تعاني من جائحة كورونا التي أودت بحياة حوالي 500 ألف شخص، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
مخاطر الجفاف
وذكرت الصحيفة أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، حذر من مخاطر الجفاف على الحياة وسبل العيش في البلاد خلال الأشهر المقبلة، بعدما بدأ مسؤولو الحكومة في التحذير من تداعيات الجفاف.
وأوضحت الصحيفة أن البرازيل أعلنت بعد أزمة انقطاع التيار الكهربائي عام 2001، التزامها بالاتجاه نحو أنظمة طاقة متعددة ومتنوعة، ومنذ ذلك الحين نجحت بالفعل في خفض نسبة الاعتماد على الطاقة المولدة من السدود من 90% إلى 65%.
وبينما قلل مسؤولو الحكومة البرازيلية من احتمالات انقطاع الكهرباء، حذرت هيئة الكهرباء من زيادة أسعارها نظراً لأن البلاد مضطرة للاتجاه نحو توليد الكهرباء من مصادر أخرى أكثر كلفة، مطالبة المواطنين بترشيد الاستهلاك.
خسائر كبيرة
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا استطاع مسؤولو الحكومة تجنب أزمة انقطاع المياه والتيار الكهربائي خلال العام الجاري، فإن النتيجة الأخطر للجفاف قد تكون في موسم الحرائق في الأمازون، ففي خلال أول 5 أشهر من العام الجاري، دمرت الحرائق حوالي 983 ميلاً مربعاً من الأشجار في غابات الأمازون، طبقاً لتقديرات أولية تستند إلى صور الأقمار الصناعية.
وتزايدت عمليات إزالة الغابات في الأمازون، بنسبة تصل إلى 67% خلال مايو الماضي، مقارنة بمايو من العام السابق، طبقاً لإحصائيات معهد البرازيل الوطني لأبحاث الفضاء.
وقال عالم البيئة في جامعة منياس جرياس الفيديرالية أرجيميو ليلايت فيلهو "أصبحت العلاقة واضحة خلال الأعوام الماضية، ما بين إزالة الغابات وما بين تراجع معدلات هطول الأمطار، وهو ما أدى لزيادة مشاكل التغير المناخي على نطاق كبير، فقد وجدت دراسة أجريتها اعتمدت على تحليل البيانات في الفترة ما بين 2009- 2019، أنه كلما زادت عمليات إزالة غابات الأمازون بنسبة 10%، تنخفض معدلات هطول الأمطار بنحو 49 ملليمتر، والاستمرار في تدمير الغابات على هذا النحو يعد بمثابة انتحار زراعي، وسيؤدي إلى خسائر في قطاع الزراعة بنحو مليار دولار سنوياً".