أحمد مرسي ـ الشارقة

أوصي الملتقى الإعلامي الطلابي الثالث، والذي نظمته كلية الاتصال بالجامعة القاسمية بالشارقة أمس -الثلاثاء- بعنوان «الإعلام الرقمي والمسؤولية المجتمعية»، تحت شعار «كلنا مسؤولون» وشاركت فيه 18 جامعة من 13 دولة عربية، بضرورة الاهتمام بالبعد الأخلاقي في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعيّ، واستخدامها في إطارها الصحيح المشرق المعتدل، لتبقى وسائل بناء ونهضة وتسامح في دولة الإمارات والدول العربية قاطبة.

كما أوصى الملتقى، والذي عقد برعاية، القائم بأعمال مدير الجامعة القاسمية أ.د. عواد الخلف، وباستضافة ومشاركة الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، بالعمل على وضع قواعد ومواثيق أخلاقية جديدة تتفق مع الوضع الإعلامي الجديد وتوفي احتياجاته بالإضافة إلى تشديد الرقابة من قبل الجهات القانونية المختصة على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع الانتهاكات الأخلاقية وتكثيف الحملات التوعوية المتعلقة بالاستخدام الأخلاقي لوسائل التواصل الاجتماعي على مستوي الفرد والأسرة.

واستهدف الملتقى، الذي حضره العديد من أساتذة وطلاب وطالبات كليات الإعلام بالجامعات الإماراتية والعربية عبر تقنيات التواصل الافتراضي، الوقوف على أهم التحديات التي تواجه تحمل المسؤولية المجتمعية للإفراد والمجتمعات في التعامل مع الإعلام الرقمي.

كما استهدف إظهار الصورة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة كأنموذج ناجح في تحمل مسؤولياتها المجتمعية أمام التحديات الخطيرة التي يواجه مجتمعها اليوم تجاه ما يتعرض له من خطر جائحة كورونا ورسم رؤى وآلية مستقبلية في كيفية إشاعة ثقافة مبدأ تطبيق المسؤولية المجتمعية بين الأفراد والمجتمعات في كل الظروف خاصة الظروف الصعبة.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

كلكم راعٍ

وأكد أ.د. عواد الخلف في كلمته بالجلسة الافتتاحية أن نجاح الملتقى الإعلامي ترجمه حقيقية للدعم المتواصل الذي تحظى به الجامعة القاسمية من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية، ووفقاً لتوجيهات ورؤية سموه، حفظه الله، تعالى فقد أسهم الملتقى في نشر قيم المسؤولية الاجتماعية النبيلة وتعزيزها بين الأفراد والمجتمعات.

وأوضح أن مفهوم «المسؤولية المجتمعية» المتمثّل في أن يكون كل فرد في المجتمع مسؤولاً عن تصرفاته تجاه هذا المجتمع بأكمله يبدو جديدًا إلا أنَّه مفهوم متجذّر في ثقافتنا العربيّة الإسلاميّة وديننا الحنيف، عبَّرَ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته»؛ لهذا صار عصر المعلوماتيّة ذات الأشكال المختلفة من شبكات التواصل الاجتماعيّ أحوج ما يكون إلى الإيمان بأنَّ الحرية لا تُلغي المسؤولية، وأنَّ الفرد لا يعيش وحده.

تثقيف المجتمعات

وأشار أمين عام اتحاد الجامعات العربية، أ. د عمرو عزت سلامة في كلمته، إلى الدور الحيوي الذي تقوم به وسائل الإعلام خاصة الرقمية منها في تثقيف المجتمعات وإمدادهم بالأخبار حيث تعد مصدراً أساسياً في عملية اتخاذ القرار وبناء الفكر المجتمعي والتأثير في تطوير الدول والمجتمعات الإنسانية.

وأضاف أن الإعلام الرقمي سلاح ذو حدين، فرغم تأثيره ووضوحه وسهولة التعامل معه والمساهمة في البحث ونشر الدراسات والتجارة الإلكترونية، إلا أنه له تأثيرات سلبية على المجتمع لاسيما فئة الشباب، ومنها على سبيل المثال: نشر خطاب الكراهية والعنف والتطرف وانتشار الجرائم الإلكترونية.

ودعا كليات وأقسام الإعلام بالجامعات العربية إلى تطوير برامجها الدراسية لتواكب متطلبات عصر المعلومات ومنها تخصصات الصحافة الرقمية والتصميم الجرافيكي وصناعة الأفلام لمواكبة متطلبات سوق العمل.

توسعة النطاق

وأوضح عميد كلية الاتصال بالجامعة القاسمية، الأستاذ الدكتور عطا حسن، أن الملتقى الإعلامي الطلابي هذا العام له خصوصيته المختلفة عن النسخ السابقة، حيث انتقل من النطاق المحلي إلي النطاق العربي والإقليمي من خلال المشاركة العربية الواسعة لشباب الباحثين من 18 جامعة عربية والذين قدموا العديد من الأبحاث والدراسات التي تناولت قضايا الإعلام الرقمي وتأثيراته المختلفة على المجتمعات العربية، وذلك بما يتضمنه من جوانب قانونية وأخلاقية ومهنية تعكس وعي طلبة كليات الإعلام والاتصال بقضايا وهموم مجتمعاتهم.

جلسات الملتقى

وناقش الملتقى على مدى جلستين، عدداً من الموضوعات الهامة قدمت من جامعات عربية، مثل: الضوابط الأخلاقية لاستخدام شبكات وسائل التواصل الاجتماعي من وجه نظر الشباب الجامعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، دراسة ميدانية، ودور الحملات الإعلامية لشركات الاتصالات في التوعية بالقرصنة الإلكترونية، والتنمر عبر تقنيات التعليم عن بُعد، واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الوقائي لكوفيد-19، ودور الحملات التسويقية في تحسين الصورة الذهنية لشرطة دبي لدى الجمهور، ودور الصفحات الرسمية لوزارة الصحة الإماراتية في التوعية بأهمية التطعيم، والعلاقة بين وسائل الإعلام الرقمية وتعزيز المهارات الفكرية لدى الطلبة، وتفاعلية الجمهور مع جائحة كورونا عبر صفحات الفضائيات الرسمية.

أفضل ورقة بحثية

وشهدت الجلسة الختامية إعلان نتائج مسابقة الملتقى الإعلامي لأفضل ورقة بحثية طلابية، وترشحت لها العديد من الجامعات على مستوى الوطن العربي، وفاز بالمركز الأول مناصفة كلاً من: كلية الإعلام جامعة اليرموك (الأردن)، عن بحث بعنوان: (العلاقة بين وسائل الأعلام الرقمية وتعزيز المهارات الفكرية لدى الطلبة الأردنيين في إطار المسؤولية الاجتماعية) وكلية الاتصال الجامعة القاسمية (الإمارات) عن بحث بعنوان: (الضوابط الأخلاقية لاستخدام شبكات وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر الشباب الجامعي بدولة الإمارات العربية المتحدة«دراسة ميدانية»). وقد فاز بالمركز الثاني كلية الإعلام جامعة بني سويف (مصر)، عن بحث بعنوان: «التنمر السيبراني عبر تقنيات التعليم عن بعد». أما المركز الثالث فقد فازت به مناصفة كل من: معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الاتصال (مصر)، عن بحث بعنوان: (تفاعلية الجمهور المصري مع قضايا جائحة كورونا عبر صفحات الفضائيات المصرية عبر الفيسبوك) وكلية الإعلام الجامعة الأمريكية بالإمارات – دبي، عن بحث بعنوان: (دور الحملات التسويقية في تحسين الصورة الذهنية لشرطة دبي لدى الجمهور).

أفضل مبادرة مجتمعية

كما شهدت الجلسة الختامية إعلان نتائج مسابقة الملتقى الإعلامي لأفضل مبادرة مجتمعية طلابية، وتقدم لهذه المسابقة عدد 23 مبادرة من 18 جامعة تنافست للحصول على المراكز الثلاثة الأولى، وقد فازت فيها بالمركز الأول كلية الآداب جامعة طيبة المملكة العربية السعودية، عن مبادرة «زيارة افتراضية للمدينة المنورة». بينما فازت بالمركز الثاني مناصفة كل من: كلية الإعلام جامعة القاهرة جمهورية مصر العربية والتي قدمت مبادرة «إديوفاي لمحو الأمية الرقمية ودعم التعليم الإلكتروني في مصر» وكلية الاتصال الجامعة القاسمية دولة الإمارات عن مبادرة «بلسان عربي مبين»، وتقاسمت المركز الثالث كل من كلية الإعلام- جامعة عجمان من دولة الإمارات عن مبادرة «معاً نحو مجتمع صحي» وكلية الإعلام الجامعة الأمريكية في الإمارات عن مبادرة (خدمة أمن المساكن- أمن مسكنك قبل السفر).

المشاركون

وشهدت الجلستين الأولي والثانية للملتقى عروض تقديمية للعديد من الدراسات والأبحاث والمبادرات التي قدمتها الفرق الطلابية المشاركة بالملتقى والتي بلغت (18) جامعة عربية من 13 دولة هي: جامعة القاهرة (مصر)، الجامعة القاسمية (الإمارات)، جامعة اليرموك (الأردن)، جامعة طيبة (السعودية)، الجامعة الخليجية (البحرين)، جامعة السودان للعلوم التكنولوجية (السودان)، جامعة 6 أكتوبر (مصر)، الجامعة العراقية (العراق)، جامعة الحسن الأول (المغرب)، جامعة بني سويف (مصر)، جامعة فاس (تونس)، معهد الجزيرة للإعلام وعلوم الاتصال (مصر)، جامعة بن خضير (الجزائر)، جامعة عجمان (الإمارات).