هشام صبحي

حسم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي اليوم الخميس التعاقد مع جناح بوروسيا دورتموند الألماني جادون سانشو حتى عام 2026، مقابل 85 مليون يورو، إضافة إلى 5 ملايين يورو متغيرات.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق نهائي بعد مفاوضات امتدت لأكثر من عام، أظهرت خلالها إدارة الشياطين الحمر تمسكهم الوثيق بالتوقيع مع صاحب الـ21 عاماً.

وفي هذه المساحة نستعرض أبرز الأسباب وراء إصرار مانشستر يونايتد على التوقيع مع سانشو.

فاعليته

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي

انخفض مستوى سانشو في بداية الموسم الماضي، حيث وصل إلى 1298 دقيقة دون أن يسجل في الدوري الألماني، بعد صيف من التكهنات الشديدة حول مستقبله.

لكنه عاد ليستعيد مستواه في النصف الثاني من الموسم، منهياً الموسم بتسجيله 8 أهداف، و11 تمريرة حاسمة في الدوري الألماني. وبشكل عام ساهم سانشو في 78 هدفاً (37 هدفاً، و41 تمريرة حاسمة) منذ بداية موسم (2018ـ2019)، ما يضعه من بين أفضل 10 لاعبين مساهمة في تسجيل الأهداف في الدوريات الأوروبية الكبرى، بالتساوي مع هاري كين، هداف الدوري الإنجليزي، وأفضل صانع أهداف أيضاً بالمسابقة الموسم الماضي، ما يعكس مدى فاعليته.

أرقام الجناح الإنجليزي تبقى مثيرة للإعجاب، بالنظر إلى عمره، إذ لم يكن بإمكان أي لاعب آخر يبلغ من العمر 21 عاماً في أوروبا مضاهاة فاعلية سانشو على مدار السنوات الثلاث الماضية، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن 6 من اللاعبين التسعة الآخرين في المراكز العشرة الأولى في قائمة أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف في نفس الفترة يبلغون من العمر 30 عاماً أو أكثر.

على عكسهم، سانشو لا يزال في بداية مشوراه الكروي، ويملك هامشاً كبيراً للتطور والتحول إلى واحد من أفضل اللاعبين في العالم في السنوات القادمة.

إبداعه

لم يخلُ سعي مانشستر يونايتد للتوقيع مع جادون سانشو من الانتقادات، نظراً لأن النادي يملك موهبة صاعدة بقوة في مركز الجناح الأيمن وهو ماسون غرينوود.

غرينوود، الأصغر من سانشو بعامين (19 عاماً)، قدم مستوى ممتازاً مع فريق سولشاير الموسم الماضي، بتسجيله 8 أهداف في آخر 14 مباراة له، وخاض 52 مباراة في جميع المسابقات. ولديه بلا شك مستقبل كبير في «أولد ترافورد».

ولكن رغم هذا هناك أوجه تشابه بين اللاعبين من حيث السرعة، واللمسة الحاسمة، إلا أن سانشو لديه ميزات يتفوق بها على غرينوود، وأبرزها سماته الإبداعية.

سانشو مبدع في خلق الفرص بقدر ما هو هداف. في الموسم الماضي، صُنف بين أفضل 5 لاعبين في الدوري الألماني من حيث التمريرات الحاسمة، والفرص التي تم إنشاؤها، والفرص الكبيرة التي تم إنشاؤها. أرقام غرينوود متواضعة مقارنة بسانشو في هذا الصدد، إذ إن سجله العام في التمريرات الحاسمة خلال المواسم الثلاثة الماضية أكثر إثارة للإعجاب.

واللافت للنظر أن توماس مولر لاعب بايرن ميونيخ، وليونيل ميسي لاعب برشلونة فقط قاما في نفس الفترة بتمريرات حاسمة أكثر منه في البطولات الأوروبية الكبرى. على سبيل المثال حقق سانشو 7 تمريرات حاسمة أكثر من كيفين دي بروين.

ويتمتع سانشو بقدرة رائعة على المراوغة، وهي ميزة أخرى يتفوق بها على غرينوود، ولكن الأهم من ذلك، أنه يتمتع أيضاً بالشجاعة والذكاء لاتخاذ القرارات الصحيحة عندما يتعلق الأمر باللمسة الحاسمة.

عامل التنوع

أصر جيمي كاراغر نجم ليفربول السابق، والمحلل في قناة «سكاي سبورتس»، على أن انتقال جادون سانشو لمانشستر يونايتد قد يعيق تطوير غرينوود.

لكن قد تكون هناك أيضاً طرق يمكنهما من خلالها اللعب معاً. في الواقع، في حين أن المركز المفضل لسانشو هو الجهة اليمنى، إلا أنه يشعر بالراحة في اللعب بأي مركز هجومي.

قد يسمح تنوع سانشو لسولشاير بإعادة تشكيل هجومه دون التضحية بغرينوود، وقد يساعد أسلوب سانشو في مساعدة غرينوود على التألق في مركز المهاجم الصريح، الذي سيتقاسمه مع إدينسون كافاني الموسم المقبل.

غرينوود، مثل زميله في فريق مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد، يكون في أخطر حالاته عندما يركض خلف دفاعات الخصم، وأفضل شريك لهما قد يكون لاعب مثل سانشو لديه الرؤية والجودة التقنية لتنفيذ تمريرات بينية في ظهر المدافعين، والإحصائيات تثبت ذلك. في الدوري الألماني على مدار المواسم الثلاثة الماضية، لم يقم أي لاعب بالمزيد من الكرات البينية أكثر من جادون سانشو.

قدوم سانشو لمانشستر يونايتد من دون شك سيزيد المنافسة على المراكز الهجومية، لكن غرينوود قد يستفيد في الواقع أكثر من أي لاعب آخر.