حسين نجاح

يسعى قادة طالبان لتشكيل مجلس من 12 رجلاً لحكم أفغانستان وسيضمون بعض الأعضاء المطيعين في الحكومة السابقة التي تدعمها الولايات المتحدة إلى الوزارات التي يختارونها، حيث يسعون جاهدين لتشكيل إدارة مقبولة من المجتمع الدولي، بحسب مصادر مقربة من القيادة الجديدة.

وسيضم مجلس الحكم أقوى 3 رجال في الحركة، وهم الملا عبدالغني برادر، المؤسس المشارك لحركة طالبان، بحسب فورين بوليسي.

والملا محمد يعقوب نجل مؤسس الجماعة الملا محمد عمر والرجل الذي يقف وراء انتصارات الحركة العسكرية.

وخليل حقاني، أحد كبار الشخصيات في شبكة حقاني، والذي تم إدراجه على القائمة السوداء من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وبحسب «فورين بوليسي» فإن هذه الاستراتيجية لحكم أفغانستان تتجنب إعادة إنشاء مناصب مثل الرئيس، أو حتى منصب الأمير، وهو اللقب الذي تبناه القادة السابقون لطالبان، بمن فيهم الملا عمر.

أخبار ذات صلة

زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف
الصين تحتاط لفساد أقارب المسؤولين بتوسيع قواعد حكومية

لكن مثل هذه الاستراتيجية تفتح الباب أمام صراعات بين الفصائل وستترك المجلس الحاكم في صراع مع حركة ناشئة مناهضة لطالبان تتمركز في وادي بنجشير.

الحركة تواجه انقسامات بين الفصائل تعرقل سيطرتها الكاملة.(رويترز- أرشيفية)

وقالت مجموعة متنوعة من المصادر، المؤيدة والمناهضة لطالبان لـ«فورين بوليسي» إن قيادة طالبان تريد أن تبدو شاملة قدر الإمكان.

وقد بدأت بالفعل محادثات غير رسمية مع ما يسمى بمجلس التنسيق الذي شكله الرئيس السابق حامد كرزاي؛ عبدالله عبدالله، وزير الخارجية السابق الذي قاد وفد الحكومة السابقة إلى محادثات سلام غير مثمرة في نهاية المطاف؛ وقلب الدين حكمتيار، وهو أمير حرب سابق مقرب من طالبان والسلطات الباكستانية التي مولت الحركة على مدى عقدين من الزمن.

جزء لا يتجزأ من هذا المسعى للقبول الدولي هو ادعاء طالبان أنها لن تسعى إلى الانتقام من مؤيدي الحكومة السابقة أو ضد المدافعين عن الحقوق المكفولة دستورياً، بما في ذلك مساواة المرأة وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان.

وقال مصدر مقرب من برادر ويعقوب إنهما يرغبان في ضم أحمد مسعود نجل القائد المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود الذي قتله تنظيم القاعدة قبل يومين من هجمات الـ11 من سبتمبر على الولايات المتحدة.. لكن هذا يبدو غير مرجح، حيث شكل مسعود حركة مقاومة في وادي بنجشير، التي استعصت من قبل على طالبان عام 1996. وتقول مصادر مقربة من مسعود إنه مصمم على الإبقاء عليها على هذا النحو.

عناصر طالبان في شوارع كابول.(أ ف ب)

في نفس الوقت، تعرقل الانقسامات بين الفصائل جهود طالبان لتعزيز سيطرتها على الحكومة. لقد أفسح الجناح الجنوبي في الحركة والذي يهيمن عليه البشتون، الطريق لجيل جديد يضم المزيد من قادة المتمردين الأوزبك والطاجيك بينما قامت شبكة حقاني بدور قيادي في إخضاع كابول.

وقال المصدر «جماعة حقاني تسيطر على الأمن وهي جوهر القوة في كابول، والمحرك الحقيقي للأحداث - الأمر الذي أغضب فصيل قندهار بقيادة الملا بارادار».

وتابع المصدر وهو مسؤول دفاعي سابق، «إن زعماء طالبان من الأوزبك والطاجيك في الشمال «أكثر تطرفاً» وعازمون على إثبات أنفسهم، لذلك نحن بحاجة إلى الانتظار لنرى من سيخرج كزعيم».