سمر العرعير كاتبة - فلسطين

على أعتاب بيتنا هناك، كنت وكانت الضحكات تعلو في الفضاء معلنة عن انطلاق يوم جديد، يحمل في جعبته كل ما هو جميل، حيث الألعاب بابتسامتنا التي تزين الساحات، وفناء كبيراً كان يجمعنا، وبه تتزين حارتنا بأطفال أولاد وبنات، هناك كنا نلعب ما يسمى بالحجلة، وهي لعبة ترسم على الأرض وتستخدم خلالها قطعة من البلاط تزاح بالقدم عن طريق الحجل.

وأسفل تلك الشجرة بدت الصديقات يتناوبن على أرجوحة كانت معلقة، نحلق بها بأحلامنا، مغمضين العين وتخترق أشعة الشمس جفوننا، فنرى بدلاً من الظلام نوراً يحل بالمكان.

بالأمس كنا نلعب وأعين جداتنا ترمقنا من بعيد، والأمهات لا تغفل عنا، كنا ننام دون أن نفكر، وفي كل يوم ومع تعاقب الليل والنهار، نكبر وتكبر أحلامنا حتى وصلنا إلى حال ذهب فيه الأصحاب وذهب فيه الأحباب.

نظرت إلى تلك الباحة على باب منزلنا فتخيل إلى ناظري بأن صورتنا هناك لا تزال روحها قائمه، تلهو وتلعب على أعتابه، فهل هو الاشتياق؟

ما جعلني أتذكرها أن أولادنا كبروا قبل الأوان، فباتوا بارعين ليس باللعب على أرض الواقع بل على مواقع التواصل الاجتماعي، فغابت براءتهم خلف شاشات جهاز محمول.

أخبار ذات صلة

ليوم آخر..
الثانية عشرة إلا فرحاً


وحوش وذئاب بشرية لا يغمض لها جفن لمزيد من الصيد الثمين، وآباء غيّبتهم حساباتهم، فكان لنا هذا الجيل.

أختي دعك ما يشغل يديك وعينيك، وضعي نصب عينيك زرعاً يحتاج إلى أن يرعى ليصبح جيل التمكين، لا جيل الساقطين.. لك الخيار فيما تزرعين، وعلى زرعك سوف تحاسبين، فتؤجرين أو تعاقبين!

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: alsaha@alroeya.com