الرؤية

استضاف ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، والذي حاورته الدكتورة ابتسام الكتبي، حيث أكد أن الإمارات تعمل من خلال التحالفات المشروعة، وضمن قوانين مجلس الأمن الدولي.

وأكد المرر أن هناك سمات أساسية طبعت مسيرة الإمارات خلال السنوات الخمسين الماضية وحتى الآن، وهي توافر قيادة وطنية، سواء الآباء المؤسسين أو القيادة الحالية، وهذه القيادات تمتلك رؤية استراتيجية، وهمها تطوير التنمية وأن تضع الإمارات في المرتبة الأولى، وهي قيادة تسعى لنيل ثقة شعبها والعالم والتكيف مع التحولات.

وأشار إلى أن السمة الثانية فهي الإنجازات، وبناء دولة اتحادية وتدعيمها، وكذلك الإنجاز على مستوى التنمية البشرية والإنسانية، قائلاً: «واليوم نلحظ أن مشاركة النفط في الناتج الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة هو 28%، ما يعني أن سياسات التنويع الاقتصادي تسير بتقدم».

أما السمة الثالثة، وفقاً للمرر، فتتمثل في سعي الإمارات المستمر على ترسيخ قيم دولة الإمارات في التسامح والتعايش واحتضان التنوع.

خليفة المرر خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن. (من المصدر)


وقال «بخصوص السنوات الخمسين المقبلة، فالحكومة الإماراتية وضعت المبادئ العشرة، وأنا أرى أنها تتمحور حول تدعيم قواعد الدولة الاتحادية، والعمل على خلق اقتصاد يكون الأفضل (التنمية الاقتصادية)، وتطوير القدرات البشرية، والاستمرار في تعزيز مكانة الدولة على المستوى الدولي. من جهة ثانية تتمحور المبادئ حول تفعيل أدوات التكنولوجيا والتقنية والمساعدات الخارجية.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


ولفت وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر إلى أن السياسة الخارجية الإماراتية تعمل على إعادة تفعيل وترسيخ حسن الجوار لبناء الاستقرار الإقليمي والجوار، والإسهام في حل الأزمات القائمة وليس فقط تخفيف التوتر وإدارة الأزمات. ومن أهداف السياسة الخارجية البحث عن المساحات المشتركة مع المحيط والعالم، وكذلك الاهتمام ببناء السلام ومكافحة التغير المناخي ومعالجة الأزمات الدولية لتعزيز السلام الدولي والتنمية.

ولدى سؤاله عن دور القوة الصلبة والقوة الناعمة في نموذج دولة الإمارات، أوضح الوزير أن دولة الإمارات لا تستخدم القوة الصلبة كأداة في السياسة الخارجية، وهي ملتزمة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وكل المشاركات التي انخرطت فيها الإمارات كانت ضمن القانون الدولي، ولم تستخدم قوتها العسكرية بشكل منفرد، وجميع مشاركاتها ذات الطابع العسكري مغطاة ضمن قوانين دولية، وليس من طبيعة الإمارات استعراض القوة، بل هي تعمل من خلال التحالفات المشروعة.، وضمن قوانين مجلس الأمن الدولي في التدخل.

وأكد الوزير أن تأثير الإمارات الحقيقي هو تأثير القوة الناعمة، والعمل على كسب ثقة العالم، واكتساب المصداقية في أن الإمارات تسعى للاستقرار، والإنجازات التنموية، وهذا يجعل الإمارات حاضرة ومؤثرة على الأجندة الإقليمية والدولية، ولذلك فتأثير الإمارات الفعلي هو تأثير القيم التي تمتلكها في الطاقة المتجددة والفضاء وأسلوب العيش والحياة، وتنظيم الأحداث الدولية الكبرى وغيرها.

خليفة المرر خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن. (من المصدر)


وبسؤاله عن فرص الإمارات ما بعد الجائحة، أشار الوزير إلى أن جائحة كورونا كانت جرس إنذار للنظام الدولي، وخلقت تفكيراً في ترتيب الأولويات، والإمارات أدارت أزمة الجائحة بشكل ناجح واستخدمت الفحص والتتبع للحالات وإعطاء التطعيم في وقت مبكر، واستوعبت الفجوات التي أحدثتها الجائحة في ما خص سلاسل الإمداد والاقتصاد وتحديات السفر والإغلاق وسوى ذلك.

وأشار إلى أنه في مرحلة التعافي هناك ضغوط كثيرة تظهر كالضغوط على المواد الأولية مثل أشباه الموصلات والرقائق وتحديات العودة إلى القدرة الإنتاجية لزمن ما قبل الجائحة.

وبالحديث عن الاتفاق الإبراهيمي وتأثيره، قال المرر إن القرار بإبرام الاتفاق الإبراهيمي هو قرار استراتيجي، وتحقيق السلام هو رغبة عالمية.

وفي منظور الإمارات حيال العلاقة مع إسرائيل، أكد أنها «ليست ضد أي طرف آخر، وأن هذا القرار لم يغير من التزام الإمارات بأسس الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فنحن مع حل يعترف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينيةـ أي الاعتراف بحلّ الدولتين وضمن خط الرابع من حزيران وبالتالي اعتماد مرجعية المبادرة العربية للسلام».

وأورد الوزير أن الاتفاق الإبراهيمي يخدم المصالح الاقتصادية والتجارية، وهو سلام دافئ حيوي ينتج منه فوائد ملموسة للشعبين ولدولتي إسرائيل والإمارات، بما يعزز الاستقرار، والإسهام في حل الصراعات وليس الاستمرار في إداراتها، فإذا ما ساعد الاتفاق على ذلك فهذا إيجابي، والاتفاق ليس بديلاً عن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين التقدم لحل هذا الصراع وهناك توجه من الإدارة الأمريكية لدعم حل الدولتين، وهناك جهود من مصر والأردن لتحسين الظروف لحل توافقي لهذا الصراع.

جانب من الحضور. (من المصدر)


وعلى صعيد متصل، تطرق الوزير المرر إلى أن «منهج الإمارات الدائم تدعيم الاستقرار، وتجنب الصراعات، والمساعي الحميدة وتسهيل الأدوار وما جرى في السودان أو التيغراي أو مع كشمير والهند ليس وساطة رسمية، بل هو رغبة لتفعيل الحلول السلمية. ويمكننا الحديث عن نجاح دبلوماسي إماراتي حتى في إريتريا وإثيوبيا وليس وساطة بالمفهوم الدبلوماسي».

وعرّج المرر في حديثه على مشاريع الإمارات للمستقبل، والتي تجعل الإمارات حاضرة في الأجندة الدولية، وتخلق رسائل إيجابية في منطقة مضطربة، وهو ما يزيد من القوة الناعمة الإماراتية، ويعزز مصداقية الإمارات في السعي لازدهار المنطقة وتحقيق التنمية

وذكر الوزير أن بناء القدرات الإماراتية والمخاطرة في اقتحام مشاريع كبرى (الوصول إلى المريخ) ليس سهلاً على دولة صغيرة، فالإمارات تريد أن تكون في المراتب الأولى في جميع المؤشرات الدولية، وبالتالي الاستعداد لكل الأزمات والطوارئ المستقبلية.

ولدى سؤال الوزير عن أبرز سمة للنموذج الإماراتي، أجاب أنها قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على اقتحام المستقبل.