هاني بدرالدين

بعد ساعات قليلة من انتهاء اللقاء الافتراضي بين الرئيسين، الأمريكي جو بايدن، والصيني شي جين بينغ، الذي أعلن البيت الأبيض أنه خلص إلى الاتفاق على مواصلة التواصل حتى لا تتحول العلاقات فيما بينهما من التنافس إلى الصراع، كشف موقع «بلومبرغ» عن أن بكين تتجه إلى تعزيز توطين التكنولوجيا وصناعة البرمجيات لديها، للتخلص من سيطرة نظيرتها الأمريكية والغربية، وخاصة في القطاعات الحيوية والحساسة، في أحدث خطوة ضمن الصراع بين الجانبين في ملف التكنولوجيا أو ما يعرف بـ«حرب السيليكون».

epa01610308 A Samsung signboard in Seoul, South Korea. on 23 January 2009, after Samsung Electronics Co. reported its first-ever quarterly loss in the final quarter of 2008 as the deepening global economic recession battered demand for chips, mobile phones and other electronic devices. EPA/LEE KI-TAE

البرمجيات الغربية

أخبار ذات صلة

زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف
الصين تحتاط لفساد أقارب المسؤولين بتوسيع قواعد حكومية

وأوضح التقرير نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن الصين تعمل على التعجيل بخططها الرامية إلى استبدال التكنولوجيا الأمريكية والغربية، بأخرى صينية، وتمكين مجموعة واسعة من الشركات الصينية، المدعومة من الحكومة المركزية الصينية، من فحص الشركات الموردة وبخاصة في القطاعات الحيوية والحساسة، في المجالات السحابية، وأشباه الموصلات.

وكانت الصين قد شكلت «لجنة عمل ابتكار تطبيقات تكنولوجيا المعلومات»، في عام 2016، والتي تعمل كهيئة استشارية لحكومة بكين، وكلفت اللجنة بالمساعدة في وضع معايير الصناعة التكنولوجية وتدريب العاملين على استخدام البرمجيات.

توطين التكنولوجيا

ومن المقرر أن تقوم تلك اللجنة بتقديم المشورة للحكومة ضمن خطة «ابتكار تطبيقات تكنولوجيا المعلومات»، وستتولى فحص الموردين الذين يتقدمون لتوريد برامج التكنولوجيا، إلى القطاعات الحساسة في الدولة الصينية؛ بدءا من البنوك ومرورا بمراكز تخزين البيانات الحكومية، وهي سوق ضخمة تصل إلى حوالي 125 مليار دولار بحلول عام 2025.

وتم دعوة قائمة كبيرة من الشركات الصينية، تصل إلى 1800 شركة، تعمل في مجالات عديدة؛ مثل توريد مكونات أجهزة الكمبيوتر، والرقائق، والشبكات، والبرمجيات، إلى الانضمام إلى عضوية اللجنة، وقم تم اعتماد مئات الشركات المحلية في الصين، لنيل العضوية، بعد إسراع الخطوات في إجراءات العضوية، خلال العام الجاري.

epa05141077 A photo made available on 03 February 2016 shows the logo of the Taiwan Semiconductor Manufacturing Corp (TSMC) in the Hsinchu Science-Based Park in Hsinchu, western Taiwan, 02 November 2012. TSMC is the world's largest contract chip maker. On 03 February 2016, Taiwan's economic ministry approved TSMC's application to build a plant in Nanjing, China, to make 12-inch wafers - integrated circuits or chips which are used to make electronic gadgets. Investment for the plant and a design and sercvice center is US$3 billion. Taiwan used to ban high-technology companies from investing in China, but eased the rule five years ago amid improved Taipei-Beijing ties. EPA/DAVID CHANG

استبعاد الشركات الأمريكية

وتخضع عملية الموافقة على عضوية الشركات، لمجموعة من المعايير؛ منها على سبيل المثال استبعاد أي شركة يكون رأس المال الغربي فيها أكثر من 25%، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى استبعاد العديد من شركات التوريد الغربية، وفي مقدمتها شركة إنتل ومايكروسوفت.

وبلغت عضوية اللجنة حوالي 1160 شركة، وذلك حتى يوليو 2020، طبقاً لشركة "Netis" السحابية، والتي تقول إنه تم اعتمادها بعد سلسلة مرهقة من الإجراءات.

وتحظى الشركات الحاصلة على العضوية في قائمة الموردين، بميزة هامة، بعد إقرار برمجياتها من خلال اللجنة، حيث يكون الطريق ممهداً أمامها في السوق الصيني للتكنولوجيا الذي تضخ فيه مليارات الدولارات.

epa03968673 Visitors try out Formula One race car simulators powered by Intel chips at SITEC 2013, IT & Consumer Electronics show in Singapore, 28 November 2013. More than 200 exhibitors will be showcasing over 500 brands of electronic gadgets, IT products, accessories and peripherals during the four-day fair which starts 28 November. EPA/HOW HWEE YOUNG

التوتر الصيني - الأمريكي

وذكر التقرير أن اعتماد تلك اللجنة لقائمة بيضاء من الشركات الصينية، الأعضاء في اللجنة، هي خطوة قد تكون لها انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة والغرب، كما أنها خطوة ستزيد من التوتر المتصاعد بين الجانبين، حيث إنها ستزيد نفوذ الصين وقدرتها على استبدال الشركات الغربية، بأخرى محلية، ما يعجل من قدرة بكين على تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، والتغلب على العقوبات الأمريكية التي تم فرضها أولاً في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مجالي الشبكات والرقائق.

وتأتي تلك الخطة الصينية، لتحقيق الهدف الأسمى الذي وضعته بكين، بحسب «بلومبرغ»، بالسيطرة على صناعة التكنولوجيا، بما في ذلك أمن البيانات، خاصة أن الحكومة الصينية أرغمت شركات التكنولوجيا العاملة في الخارج، والتي تعمل في مجال تقديم الخدمات السحابية، مثل أمازون ومايكروسوفت وغيرهما، على إقامة مشروعات مشتركة داخل الأراضي الصينية، كما قامت شركة «أبل» بتخزين بيانات متعامليها، من خلال شركة محلية صينية، وهي الخطوة التي تأتي ضمن مساعي بكين لإحكام سيطرة وزارة صناعة التكنولوجيا، على البيانات الصناعية وفي مجال الاتصالات، كما تطرح قواعد جديدة من شأنها تخزين البيانات الهامة داخل الصين.