أ ف ب

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إنه ليس على الأفارقة أن «يختاروا» طرفاً في الخصومة المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده يمكنها أن تقدم لهم المزيد على صعيد الحقوق الديمقراطية.

US Secretary of State Antony Blinken (C) speaks with members of civil society at the US Embassy in Abuja, Nigeria, on November 19, 2021. - Blinken is on a five day trip to Kenya, Nigeria, and Senegal. (Photo by Andrew Harnik / POOL / AFP)

وقبل بضعة أيام من عقد الصين قمة مع أفريقيا في السنغال، أعلن بلينكن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم استضافة قمة مع قادة القارة.

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف

وفي كلمة ألقاها في مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) في أبوجا عاصمة نيجيريا، لم يأتِ بلينكن على ذكر الصين بالاسم، لكنه قال إن الأفارقة «يحذَرون الشروط» التي ترافق في غالب الأحيان الالتزامات الخارجية.

وأضاف: «أودّ أن أكون واضحاً: الولايات المتحدة لا تريد الحد من شراكاتكم مع دول أخرى».

وتابع: «نريد تعزيز شراكاتنا أكثر، لا نريدكم أن تختاروا، نريد أن نعطيكم خيارات... نهجنا سيكون مستداماً وشفافاً ومبنياً على القيم».

Nigerian Vice-President Yemi Osinbajo (C) looks on as US Secretary of State Antony Blinken (L) participates in a signing ceremony with Nigerian Foreign Minister Geoffrey Onyeama (R) at the Aso Rock Presidential Villa in Abuja, Nigeria, on November 18,2021. - Blinken is on a five day trip to Kenya, Nigeria, and Senegal. (Photo by Andrew Harnik / POOL / AFP)

وقال إن الاتفاقيات مع دول أخرى حول البنى التحتية قد تكون «غامضة وقسرية وتغرق البلدان في ديون طائلة وتدمر البيئة ولا تفيد دائماً الشعوب التي تعيش هناك». وأكد في المقابل: «نحن سنقوم بالأمور بشكل مختلف».

وأقر الدبلوماسي الأمريكي بريبة العديد من الدول الأفريقية.

وقال: «لم تعامل الدول الأفريقية أحياناً كثيرة كشركاء على قدم المساواة، بل كشركاء ثانويين أو حتى أسوأ من ذلك».

وتابع: «إننا مدركون أيضاً لكون عقود من الاستعمار والاستعباد والاستغلال تركت إرثاً أليماً لا يزال حياً إلى اليوم».

لكنه شدد على أن إدارة بايدن «على قناعة راسخة بأن الوقت حان للتوقف عن معاملة أفريقيا كملف جيوسياسي، وبدء معاملتها على أساس ما هي عليه اليوم، لاعب جيوسياسي كبير».

ووعد بلينكن الذي بدأ جولته الأفريقية في كينيا وسيختتمها في السنغال، بتعاون في مكافحة التغير المناخي وكوفيد-19.

US Secretary of State Antony Blinken (not seen) speaks to staff at the US Embassy in Abuja, Nigeria, on November 19, 2021. - Blinken is on a five day trip to Kenya, Nigeria, and Senegal. (Photo by Andrew Harnik / POOL / AFP)

تراجع الديمقراطية

تعهد بايدن بالتزام جديد تجاه أفريقيا، إنما كذلك تجاه الديمقراطية، فيما لم يُبدِ سلفه دونالد ترامب اهتماماً بأي من الموضوعين.

ويعقد الرئيس في ديسمبر قمة للديمقراطيات عبر الإنترنت لإثبات تضامنه في وجه صعود القادة المتسلطين في العالم.

واعترف بلينكن بأن الولايات المتحدة ليست النموذج المثالي للديمقراطية، وهو ما أثبته اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير فيما كان الكونغرس يصادق على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بايدن.

وقال إن «تراجع الديمقراطية ليست مشكلة أفريقيا حصراً، إنها مشكلة عالمية. بلادي نفسها تكافح مخاطر تهدد ديمقراطيتنا. والحلول لهذه التهديدات ستأتي من أفريقيا بقدر ما ستأتي من أي مكان آخر».

وأضاف: «علينا أن نثبت كيف يمكن للديمقراطيات أن تلبي تطلعات المواطنين بسرعة وبفاعلية».

In this photo released by the Nigeria State House, U.S. Secretary of State Antony Blinken, left, is welcomed by Nigeria's President Muhammadu Buhari, right, before a meeting at the Presidential palace in Abuja, Nigeria, Thursday, Nov. 18, 2021. Blinken is on a five day trip to Kenya, Nigeria, and Senegal. (Sunday Aghaeze/Nigeria State House via AP )

وتعتبر إدارة بايدن الصين من التحديات الكبرى التي تواجهها الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين، على ضوء نموها السريع وتنامي حضورها على الساحة الدولية.

من جانبه، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الذي حضر إلى أبوجا أيضاً، بكين بأنها تهدد «مباشرة السلام والاستقرار الإقليميين» في آسيا، غداة اتهام الفلبين، حليفة الولايات المتحدة، خفر السواحل الصيني بإطلاق مدافع مياه على سفن تابع لها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

استثمرت الصين في السنوات الأخيرة مبالغ طائلة في القارة الأفريقية، ولا سيما في البنى التحتية وفي المواد الأولية وخصوصاً الذهب والخشب.

وكان وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما بدد الخميس المخاوف المتعلقة بالصين، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن أن القوة الآسيوية توفر «فرصة كبرى» لدول بحاجة إلى بنى تحتية.

وقال: «كنا سنتعامل مع أي طرف آخر يقدم لنا عرضاً بفائدة تنافسية بالنسبة لنا».