محمد منصور

اكتشف باحثون من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا أقدم قلادة عاجية مُنقطة عُثر عليها في أوراسيا (الكتلة القارية التي تضم أوروبا وآسيا).

وقال الباحثون إن تلك القلادة يبلغ عمرها 41500 عام.

وتقول الدراسة إن مجموعات من الإنسان العاقل بدأت بزخرفة أنياب الماموث لإنتاج المعلقات والتماثيل المنحوتة المزينة أحياناً بزخارف هندسية عند انتشارها في وسط وغرب أوروبا منذ حوالي 42000 عام.

وبالإضافة إلى الخطوط والصلبان وعلامات التصنيف، ظهر نوع جديد من الزخرفة في ذلك الزمان. وخلال السنوات الماضية تم اكتشاف معظم هذه الزخارف من الحفريات القديمة، ولا تزال سماتها الزمنية غير مؤكدة. ومن ثم، ظلت الأسئلة المتعلقة بظهور الفن وانتشاره في أوروبا وآسيا موضع نقاش قوي.

وتقدم تلك القلادة أقدم سجل للفنون التي مارسها الإنسان العاقل في أوروبا.

وكان تحديد العمر الدقيق لهذه القلادة أمراً أساسياً لإسنادها الثقافي. وتوضح تلك الدراسة أن استخدام أحدث التطورات المنهجية في طريقة التأريخ بالكربون المشع يمكنها من تقليل كمية أخذ العينات من الآثار وتحقيق تواريخ عالية الدقة مع نطاق خطأ صغير جداً.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


وقد تم دراسة القلادة من خلال منهجيات رقمية بدءاً من عمليات المسح المقطعي الدقيق للاكتشافات. فمن خلال تقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد، أعاد الفريق العلمي بناء تلك القلادة وقاموا بقياسها بدقة؛ كما قاموا أيضاً بتحديد الزخارف التي صنعها إنسان ذلك الزمان.

اكتشفت القلادة وزخارفها في عام 2010 بين عظام الحيوانات وبعض الأدوات الحجرية من العصر الحجري القديم أثناء العمل الميداني. وقتها؛ قال الباحثون إنه من المحتمل أن يكون مالك القلادة تخلص منها أثناء رحلة صيد بعدما انكسرت القلادة وتركت في الكهف.

وظهرت زخارف مماثلة بشكل مستقل في جميع أنحاء أوروبا لكن تلك هي المرة الأولى التي يتعرف فيها الباحثون على العمر الدقيق لتلك الزخارف.

وتُظهر هذه القطعة المصنوعة من عاج الماموث الإبداع العظيم والمهارات اليدوية غير العادية لمجموعة من الإنسان العاقل التي عاشت في ذلك الموقع. تبلغ سماكة القلادة حوالي 3.7 ملم مما يدل على دقة مذهلة في نحت الثقوب ويقول الباحثون إنه من المدهش تمكن الإنسان العاقل في ذلك الوقت من صناعة ذلك النوع من القلادات.

ويقول الباحثون إن تلك القلادة ربما تم استخدامها كوسيلة للتزيين؛ أو ربما أهداها أحدهم لشخص ما، وربما أيضاً تم استخدامها كتعبير عن القوة والسيطرة والمهارة في اصطياد الماموث.