تراجعت أسواق الأسهم الخليجية بشكلٍ حاد مع افتتاح تداولات بداية الأسبوع، وهو أول تأثير مرتبط بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأسواق العالمية بسبب مخاوف من تفشي المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون».
وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، وضاح الطه، إن هبوط الأسواق الخليجية هو امتدادٌ للخسائر التي شهدتها الأسواق العالمية وفي مقدمتها الأسواق الأمريكية والأوروبية، والتي شهدت انغلاقات سلبية للغاية. وأوضح أن الانخفاضات كانت بشكلٍ عام على المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة والمؤشرات الرئيسية الأوروبية، والتي جاءت جميعها على خلفية انتشار المتحور «أوميكرون»، حيث شهدت الأسواق الأوروبية والأمريكية انخفاضات بمعدل 2% في نهاية الأسبوع الماضي.
تداعيات المتحور الجديد
وأوضح الطه أن خطورة المتحور الجديد، بحسب ما أوردته الجهات الصحية، حيث إنه سريع الانتشار وأعراضه مختلفة عن المتحورات السابقة، إلا أنه لا تزال تداعياته المترتبة على إغلاق الأنشطة الاقتصادية جزئياً أو كلياً غير معروفة.وأشار إلى أن قرارات وقف الرحلات التي أصدرتها عدد من دول المنطقة لدول معينة ستؤثر بشكلٍ سلبي على الاستهلاك؛ وبالتالي ستؤثر على أسعار النفط، خاصة بعد انخفاض الأسعار بنسبة كبيرة في نهاية الأسبوع الماضي، والتي بلغت نسبتها أكثر من 11%، موضحاً أن هناك توقعات بمزيد من الانخفاضات التي قد تحددها طريقة تعامل الدول مع المتحور الجديد.
الخيار الأفضل للمتداولين
بالنسبة للطريقة التي يجب أن يتعامل معها المتداولون في مثل هذا الوضع، أكد وضاح الطه أن التفاؤل المؤخر الذي ساد طقس أسواق المال أدى إلى تموضع السيولة في عدة بورصات؛ وبالتالي فإن بعض الأسهم التي شهدت ارتفاعاً لم تكن ذات أساسات قوية بل كانت ذات أساسات هشة.وأشار إلى أن الانخفاضات القوية التي شهدتها الأسواق الخليجية اليوم، جزء منها كان ناتجاً عن الانخفاضات التي شهدتها الأسواق العالمية، بالإضافة إلى مخاوف من وصول المتحور للمنطقة، وأوضح أن الجزء الآخر منها كان ناتجاً عن عمليات البيع الإجبارية نتيجة الشراء بالهامش، وهي اقتراض المتداول بضمان الأسهم، ففي حال انخفضت الأسهم يخشى المتداولون من وصول قيمة الأسهم أقل من قيمة المبلغ المستدان للتداول، فيقوم الوسيط بعملية بيع الأسهم ليغطي الدين لتلافي المزيد من الخسائر.
البيع والشراء
ونوه الطه بضرورة عدم وصول الحالة لعمليات البيع الناتجة عن الهلع أو ما يسمى البيع الهلعي، وأكد أنه من الضروري أن تكون هناك مراقبة مستمرة لحالة المؤشرات لاتخاذ القرارات الصحيحة.وفيما يتعلق بخيار الشراء، أكد الطه أن هناك العديد من المستثمرين الذين يعتقدون أن الظروف السلبية فرصة لاقتناص الفرص، وبالتالي أيضاً هناك من يفضّل الانتظار، فالأمر يعتمد على شخصية المتداول، حيث إن الشخصيات المغامرة قد تلجأ للمخاطرة الشديدة والشخصيات المحافظة تفضّل الانتظار، وأكد أن الأهم قبل اتخاذ أيّ قرار هو المراقبة والتأني في مثل هذه الظروف المضطربة.