محمد منصور

وجدت النباتات والحيوانات الساحلية طريقة جديدة للبقاء على قيد الحياة في المحيطات المفتوحة من خلال استعمار التلوث البلاستيكي.

وبحسب ما ورد في دورية «نيتشر كومينكيشن» فإن الأنواع الساحلية تنمو على القمامة مئات الكيلومترات في البحر في شمال المحيط الهادئ شبه الاستوائي، والمعروف أكثر باسم «بقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادئ».

تتشكل دوامات من بلاستيك المحيطات عندما تدفع التيارات السطحية التلوث البلاستيكي من السواحل إلى المناطق التي تحبس فيها التيارات الدوارة الأجسام العائمة، والتي تتراكم بمرور الوقت.

يوجد في العالم ما لا يقل عن خمسة دوامات موبوءة بالبلاستيك أو «بقع قمامة». تحتوي منطقة شمال المحيط الهادئ شبه الاستوائية، على أكثر أنواع البلاستيك العائمة، حيث يقدر بحوالي 79000 طن متري من البلاستيك العائم في منطقة تزيد على 610.000 ميل مربع.

في حين أن «رقعة القمامة» تسمية خاطئة - فمعظم التلوث البلاستيكي يتكون من جزيئات بلاستيكية دقيقة وهي صغيرة جداً بحيث لا يمكن للعين المجردة رؤيتها - فإن الحطام العائم مثل الشباك والعوامات والزجاجات يندفع أيضاً إلى الدوامات، حاملاً الكائنات الحية من منازلهم الساحلية معهم.

يطلق المؤلفون على هذه المجتمعات نيوبلاجيك. كلمة «نيو» تعني جديد، وكلمة بلاجيك تشير إلى المحيط المفتوح على عكس الساحل الضحل.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


بدأ العلماء في الشك لأول مرة أن الأنواع الساحلية يمكن أن تستخدم البلاستيك للبقاء على قيد الحياة في المحيط المفتوح لفترات طويلة بعد تسونامي الياباني عام 2011 عندما اكتشفوا أن ما يقارب 300 نوع قد طافت على طول الطريق عبر المحيط الهادئ على حطام تسونامي على مدى عدة سنوات.

من أجل هذا تلك الدراسة؛ ابتكر علماء المحيطات نماذج يمكنها التنبؤ بالمكان الذي من المرجح أن يتراكم فيه البلاستيك في منطقة شمال المحيط الهادئ شبه الاستوائية.

خلال العام الأول لوباء كوفيد-19، تمكن العلماء من جمع 103 أطنان من البلاستيك وغيرها من الحطام من منطقة شمال المحيط الهادئ شبه الاستوائية. شحنت بعض هذه العينات إلى مختبر تابع للفريق البحثي؛ وهناك حلل الباحثون الأنواع التي استعمرتها.

وجد الباحثون العديد من الأنواع الساحلية - بما في ذلك شقائق النعمان، والهيدرويدات، ومزدوجات الأرجل الشبيهة بالجمبري - لا تعيش فحسب، بل تزدهر أيضاً، على البلاستيك البحري.

بالنسبة لعلماء البحار، فإن مجرد وجود هذا المجتمع «المحيط المفتوح الجديد» هو نقلة نوعية، حيث لم تكن المحيطات المفتوحة صالحة لعيش الكائنات الساحلية حتى الآن.

يظهر الاكتشاف الجديد أن البلاستيك يوفر الموطن الآمن لتلك الكائنات. وبطريقة ما، تجد تلك الكائنات الساحلية الطعام.