إيهاب الزلاقي

القياسات الحيوية، هي سمات شخصية فريدة، مثلها مثل بصمات الأصابع، وقد تزايدت عمليات استخدامها في الأتمتة والتحقق من الهوية، وهذه الأساليب الحديثة تعد بالمزيد من الأمان والكفاءة في نقل المسافرين عبر المطارات، التي يطلب فيها غالباً من الركاب إجراء خطوات للتسجيل وإبراز وثائق رسمية صادرة عن الحكومات تحدد الهوية وغيرها.

وخلال فترة حظر السفر بسبب الوباء، استثمرت العديد من المطارات وشركات الطيران والوكالات الحكومية وكذلك شركات التكنولوجيا بشكل واسع في التكنولوجيا البيومترية، ودفعها للأمام، وسط زيادة الحاجة للتباعد الاجتماعي والتفاعلات اللاتلامسية، التي من المتوقع أن تستمر كوسيلة للتعامل حتى بعد انحسار الوباء.

العديد من التطورات في مجال القياسات الحيوية تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجه، وهو الأسلوب الذي وجد المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا أخيراً أن نسبة دقته لا تقل عن 99.5%، بدلاً من استخدام أسلوب مسح قزحية العين أو بصمات الأصبع.

وتقول شيري شتاين رئيس قسم التكنولوجيا في شركة لتكنولوجيا القياسات الحيوية في تصريحات لمجلة «ويرد» المتخصصة: «يري العلماء أن تقنية مسح قزحية العين هي الأكثر ضماناً وموثوقية، لكن فكرة القياسات الحيوية تعتمد على مقارنة البيانات، وهو ما يعني مطابقة القياس الحالي مع مصدر معروف وموثوق للبيانات مسجل لديك، وهنا تبرز أهمية التعرف عل الوجه، لأن جميع المستندات التي يستخدمها الناس حالياً لإثبات الهوية مثل رخصة القيادة أو جواز السفر تعتمد على الوجه بالأساس».

بعد فترة قصيرة من أحداث 11 سبتمبر 2011، أصدر الكونجرس قراراً بوجوب استخدام تكنولوجيا القياسات الحيوية لدخول الولايات المتحدة والخروج منها، لتأمين الحدود، وبينما أعرب الكثيرون عن مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية، أكدت الشركات ووكالات إنفاذ القانون إنها لا تحتفظ بالبيانات أو الصور، لكن هذه الأنظمة تعتمد إلى حد كبير على المسافرين الذين يوافقون على استخدامها.

وتشير الأرقام إلى أن الوباء قد يؤدي إلى قبول أوسع للقياسات الحيوية، ففي استطلاع تم إجراؤه مع الركاب في عام 2021، وجد الاتحاد الدولي للنقل أن 73% من الركاب على استعداد لمشاركة بياناتهم الحيوية لتحسين عمليات السفر، مقارنة بنسبة 46% من الموافقين عام 2019. وربما يعود جزء من هذا القبول إلى اعتياد الناس على استخدام القياسات الحيوية في التطبيقات اليومية، مثل استخدام التعرف على الوجه لفتح الهاتف المحمول أو الوصول إلى تطبيق البنك الخاص بك.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


حالياً، تشهد المطارات تغييرات تكنولوجية هائلة وسريعة تعتمد أغلبيتها على استخدام تطبيقات القياسات الحيوية، على سبيل المثال، أطلقت شركة «دلتا إيرلاينز» برنامجاً تقنياً جديداً لإجراء عمليات السفر في مطار أتلانتا الدولي يعتمد أساساً على التعرف على الوجه، ومن خلال ذلك يمكن إنهاء كل الإجراءات من فحص الحقائب إلى الفحص الأمني وحتى الصعود إلى الرحلات المحلية.

وفي الوقت الحالي، تشغل شركة دلتا 8 بوابات مجهزة لإنهاء إجراءات السفر المحلية من خلال التعرف على الوجه، وتتعامل هذه البوابات مع وجهات سفر العمل مثل مدينتي نيويورك وبوسطن، ولا يحتاج المسافرون إلى إظهار بطاقة الصعود للطائرة، حيث تظهر معلومات المقعد الخاص بهم على شاشة التعرف على الوجه بعد الانتهاء من المسح الضوئي.

المثير أن الإحصاءات تذكر أن نسبة لا تزيد عن 44% فقط من سكان الولايات المتحدة يمتلكون جوازات سفر، الأمر الذي يحد من أعداد المسافرين الذين يمكنهم الوصول إلى التكنولوجيا الحيوية التي تعتمد علي صور جواز السفر، ومن أجل إتاحة هذه التكنولوجيا المتطورة أمام المزيد من المسافرين، اختبرت شركة «سيات» للقياسات الحيوية نظاماً مختلفاً مع شركة «يونايتد إير لاينز» في مطار سان فرانسيسكو، الذي استخدم رخص القيادة بالإضافة إلى جوازات السفر كوثائق قياسية، للمقارنة مع نتائج مسح الوجه، لفحص الحقائق والصعود للرحلات المحلية.

شركة يونايتد قالت إن التجارب كانت ناجحة للغاية، وأنها سوف تستمر في تطوير النظام خلال الشهور المقبلة، أما شركة «سيات» فأكدت أيضاً على نجاح التجربة، بفضل تطور تكنولوجيا Real ID التي تضع معايير خاصة على متطلبات رخصة القيادة على مستوى الولايات المتحدة، مع تأكيد أنها ستطلق التكنولوجيا الخاصة بالتعرف على الوجه على نطاق واسع العام المقبل.

وتشير الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في الكفاءة من خلال استخدام تقنيات القياسات الحيوية، ووفقاً لمسؤولين في مطار كيندي بنيويورك يمكن إنهاء إجراءات 400 شخص في 20 دقيقة، وهو ما يعادل نصف وقت الإجراءات المعتاد.

إذا قدر لك السفر حالياً، من دولة لأخرى، بعد فترة طويلة من تقليل الحركة الجوية بسبب انتشار فيروس كورونا، يمكنك أن تلاحظ تغييرات كبيرة في المطارات، خاصة في الولايات المتحدة، حيث يتم تنفيذ العديد من العمليات أوتوماتيكياً من فحص الحقائب وحتى الخروج من دائرة الجمارك، باستخدام القياسات الحيوية للأشخاص.