أميرة عبدالرحمن

صعدت روبرتا ميتسولا إلى رئاسة البرلمان الأوروبي، الثلاثاء، متوجةً حملةً انتخابيةً قدمت خلالها نفسها كقائدة شابة، ملهمة، ذات خبرة، يمكنها رأب صدع الانقسامات السياسية الداخلية في أوروبا.

وصوّت البرلمان الأوروبي لصالح انتخاب النائبة المحافظة رئيسة جديدة له، في اقتراع سري، وذلك بحصولها على أصوات 458 نائباً من إجمالي 616، خلفاً لرئيس البرلمان الراحل ديفيد ساسولي.

أصغر دولة

المفارقة أن روبرتا ميتسولا ولدت في مثل هذا اليوم 18 يناير عام 1979.. وهي سياسية من مالطا، وليست غريبة عن أروقة السلطة في الاتحاد الأوروبي، إذ تم انتخابها لأول مرة كعضو في البرلمان الأوروبي عام 2013، ممثلاً لدولة مالطا، أصغر دولة في الاتحاد، ثم انتخبت كنائب أول لرئيس البرلمان في نوفمبر 2020.

وذكر موقع «يورونيوز» إن ميتسولا (يمين وسط) فازت بالأغلبية المطلقة، في منافستها التي خاضتها ضمن 4 مرشحين لهذا المنصب، وهم: الإسبانية سيرا ريغو (اليسار المتطرف)، البولندية كوسما زلوتوفسكي (من جماعة المتشككين في الاتحاد الأوروبي) والسويدية آليس باه كونكي (الخضر).

نقطة ضعف

وأضاف تقرير «يورونيوز» أنها اكتسبت مؤخراً مكانة بارزة من خلال توليها المنصب من ساسولي أثناء غيابه لعدة أسابيع بسبب مرضه، غير أنها تعرضت لانتقادات بسبب آرائها المناهضة للإجهاض، الذي ينتشر على نطاق واسع في بلدها مالطا، ذات الأغلبية الكاثوليكية، وبالتالي آخر دولة في الاتحاد الأوروبي لا يزال الإجهاض فيها غير قانوني بالمرة.

واعتبر البعض أن آراءها بشأن الإجهاض «نقطة ضعفها»، لكنها استدركت الانتقادات بالتأكيد على أن واجبها «سيكون تمثيل موقف البرلمان»، بما في ذلك الحقوق الجنسية والإنجابية.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

وبعد وفاة ساسولي في 11 يناير الجاري، الذي جاءت وفاته قبل أسبوع واحد من انتهاء ولايته، أصبحت ميتسولا رئيساً للبرلمان الأوروبي بالوكالة في ستراسبورغ في انتظار إجراء التصويت الرسمي. وكانت في السابق موظفة حكومية، بنت جل حياتها المهنية السياسية بين جنبات مقر الاتحاد في بروكسل.

وتخصصت ميتسولا، وهي أم لـ4 أطفال، أثناء دراستها في القانون والسياسة الأوروبية. وخلال 2012- 2013، شغلت منصب مستشارة قانونية للممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون. وأصبحت خلال ذلك واحدة من أكثر نواب البرلمان نفوذاً.

وقال موقع «فرانس 24» إنها ثالث امرأة تتولى رئاسة البرلمان الأوروبي، واصفاً إياها بـ«السياسية المعتدلة»، رغم الجدل حول موقفها المناهض من الإجهاض.

أصغر رئيسة

وأضاف أن ميتسولا، التي أتمت الثلاثاء 43 عاماً، أصبحت أصغر رئيسة على الإطلاق تدير المجلس.. ونقل «فرانس 24» عن مانفريد ويبر، رئيس البرلمان في حزب الشعب الأوروبي، قوله عنها قبل التصويت: «أعتقد أن لدينا مرشحاً مقنعاً: شابة، أنثى، من بلد صغير».

كما وصفها في وقت سابق أحد أعضاء البرلمان في حزب الخضر بأنها «معتدلة وجيدة جداً في التواصل» مع المجموعات السياسية، في حين تعتبر هي نفسها «تقدمية مؤيدة لمجتمع الميم»

ومن الممكن أن يساعد صعود ميتسولا إلى منصبٍ، يهيمن عليه عادة مشرعون منحدرون من دول كبرى، في تسليط الضوء على بلدان أوروبية صغيرة غالباً ما يتم تجاهلها.

صفقة

وذكر موقع «بوليتيكو» الإخباري الأمريكي أن عملية الانتخاب جرت بموجب «صفقة»، بعد اتفاق تقاسم السلطة داخل الكتلة الأوروبية، جرى الاثنين، بين حزب الشعب الأوروبي الذي تنتمي إليه، والاشتراكيين والديمقراطيين، ثاني أكبر مجموعة في الهيئة التشريعية، والحزب الليبرالي، المجموعة الثالثة في الهيئة.

وأوضح أن الاتفاق تم بعد أن تلقى الاشتراكيون وعوداً بقائمة من المناصب البارزة، مقابل دعم ميتسولا. وعززت الصفقة صعود ميتسولا، مدعومة بتأييد كتلة يمين الوسط الكبيرة والمحافظة في البرلمان، وكذلك تأييد العديد من الوسطيين.