الرؤية- وكالات الأنباء

تحولت جلسة الأمن الدولي التي عقدت الاثنين، إلى ساحة للتراشق وشن الهجمات الدبلوماسية، والانتقادات اللاذعة، ما بين روسيا والولايات المتحدة، فيما يتعلق الأزمة الأوكرانية، بينما دعت دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمتها إلى السلام.

تجنب التصعيد

وأكدت السفيرة لانا نسيبة مندوبة دولة الإمارات لدى مجلس الأمن أهمية التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة الأوكرانية، معربة عن أن الإمارات تؤمن بأن الخلاف القائم في أوروبا يتطلب الانخراط في حوار جاد قائم على قيم الاستقرار. وشددت على ضرورة تجنب أي تصعيد يؤثر على المدنيين ويفاقم الوضع الإنساني شرق أوكرانيا، كما دعت لمساندة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى النتائج المرجوة لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.كما شددت على أهمية مبادئ السيادة والسلام الإقليمي وحسن الجوار التي لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين.

تبادل الاتهامات

وشهدت الجلسة تبادل الاتهامات ما بين روسيا وأمريكا حول الأزمة الأوكرانية، فقد اتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها تنشر «الذعر والهستيريا، وتضلل المجتمع الدولي»، وردت المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، بأن تحركات القوات الروسية، هي التي دفعت لعقد هذا الاجتماع.

هجوم روسي

وشن المندوب الروسي هجوما شديدا على الولايات المتحدة، وقال «الوفد الأمريكي برر اقتراحه بعقد الاجتماع باعتبار نشر القوات الروسية على الأراضي الروسية تهديداً للأمن والسلم الدوليين.. وهذا أمر غير مقبول، ويعتبر تدخلاً بالشؤون الداخلية لبلادنا، وهي محاولة لتضليل المجتمع الدولي بشأن الوضع في المنطقة، وأسباب التوتر الدولي الحالي».

وأضاف «يُطلب منا عقد اجتماع لمجلس الأمن بسبب اتهامات لا أساس لها، وفندناها بشكل متكرر.. لا نعتقد أن ذلك سيساعدنا على ضمان وحدة مجلس الأمن، حيث يحاول الزملاء الأمريكيون نشر»الهستيريا«بخصوص ما يسمونه»العدوان الروسي«، وهذا ما يسعون إليه حتى من منصة مجلس الأمن».

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»


وغادر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، جلسة مجلس الأمن، قبل بدء كلمة المندوب الأوكراني.

وهجوم أمريكي

من جانبها، شنت المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة، غرينفيلد، هجوما على روسيا، حيث قالت «الولايات المتحدة دعت إلى هذا الاجتماع لمجلس الأمن بسبب ما شهدناه على مدار الأشهر المنصرمة، من الأفعال الروسية على الحدود الأوكرانية، ورغم أن هذه الأنشطة تتم على الأراضي الروسية كما تقول موسكو، فإنها تحدث قرب الحدود الأوكرانية».

وأضافت «هناك أدلة على نوايا روسيا للتوسع على حدود بيلاروسيا وأوكرانيا في فبراير».

ولفتت غرينفيلد إلى أن أوكرانيا تعرضت للغزو من قبل عندما احتلت القوات الروسية جزءاً من أراضيها عام 2014، في إشارة إلى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. ومضت تقول أن واشنطن قدمت مساعدات للأوكرانيين، ليستعدوا لأمر يعتبرونه محتوماً، قائلة «قدمنا 200 مليون دولار كمساعدة خلال الأسابيع الماضية، وأكثر من مليار دولار مساعدة منذ عام 2014، حتى تستعد أوكرانيا لما يمكن أن يحدث».

هجوم أوكراني

وبدوره شن مندوب أوكرانيا بالأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا، هجوما على روسيا، وأكد مندوب أوكرانيا عدة رسائل هامة، أولها أن بلاده لن تركع لأي تهديدات، كما أنها ليست لديها أي نوايا عدائية ضد روسيا، كما أن أوكرانيا لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها والدخول في أي اتفاقات أو تحالفات وهذا حق سيادي لها، في إشارة إلى مساعي أوركانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وهو ما ترفضه روسيا بشدة خوفا من وجود قوات الحلف على أبوابها.

كما قال مندوب أوكرانيا «أننا سمعنا من مندوب روسيا أن بلاده لن تقوم بأي هجوم ضد أوكرانيا.. لكننا لا نصدق النفي الروسي للنوايا العدائية ولن نقبل سوى الخطوات العملية بسحب قواتها».

بيلاروسيا وخيار الحرب

أما مندوب بيلاروسيا، فقد أشار إلى موقف بلاده من الأزمة، قائلا «موقف بلادنا واضح، وهو عدم قبول تسوية أي نزاع بالقوة، ونحن مستعدون لدعم الحوار والتفاهم في المنطقة، ولا بديل عن اتفاقات مينسك كتسوية سلمية للأزمة».

وحول التدريبات العسكرية بين بيلاروسيا وروسيا (والتي يعتبر البعض أنها غطاء لغزو أوكرانيا)، قال مندوب بيلاروسيا «قادة روسيا وبيلاروسيا اتخذوا قرارا بالقيام بتدريبات مشتركة في إطار حلفنا العسكري، واتفقنا على التحقق من استعدادية قواتنا وهذه التدريبات تهدف إلى تقييم القيادة والتحكم والقيام بتدريبات أمنية للتصدي للتهديدات المشتركة، والتصدي لأي عمليات خارجية ومكافحة الإرهاب وحماية مصالح دولتينا، وفي المرحلة الأخيرة منها في 10- 20 فبراير، سنقوم بتدريبات مشتركة باسم»عزم الحلفاء 2022«، وستكون هناك تدريبات مشتركة لأغراض محددة.. وهي تدريبات دفاعية ولا تشكل أي تهديد لأحد».

وأكد مندوب بيلاروسيا ما أعلنه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن الحرب ستندلع في حالتين فقط؛ هما إذا ما وقع عدوان على بيلاروسيا، أو على حليفنا الروسي".

الصين تنحاز لروسيا

ومن جانبه أكد المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أن «روسيا صرحت مرارا أنها لا تريد الحرب»، وأضاف أن هناك حاجة إلى «دبلوماسية هادئة» فيما يتعلق الأزمة الأوكرانية.

وتابع قائلا «عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا لا يساهم في تخفيف التوترات.. ولا توافق الصين على فكرة أن نشر القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين».