محمود محمد

أكد مديرو الاستثمار في السندات أن الاستثمار في الديون الأسيوية لا يحمل قيمة كبيرة في ظل التوقعات بأن الأسواق الناشئة ستكون آخر الأسواق بالعالم التي سترفع أسعار الفائدة.

وتراجعت السندات المحلية الآسيوية منذ بداية العام، بينما سجلت سندات جنوب أفريقيا والبرازيل وتشيلي وتركيا أعلى الزيادات بين البلدان النامية، حتى مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة، بحسب وكالة بلومبيرغ.

وفي حين تصدر صناع السياسة في أمريكا اللاتينية وأوروبا جولة التقشف في السياسة النقدية في الأسواق الناشئة، بقيت أسعار الفائدة ثابتة في معظم دول آسيا – بل إن الصين قامت بتيسير السياسة النقدية في يناير الماضي.

ولم يعد البنك المركزي الأوروبي يستبعد زيادة أسعار الفائدة هذا العام، بينما يتوقع على نطاق واسع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة تشديد السياسة النقدية في مارس القادم.

وفي حين يُنتظر من معظم البنوك المركزية في آسيا أن ترفع الفائدة فقط في الربع الثالث من العام، فإن البرازيل، التي رفعت أسعار الفائدة بمقدار 8.75 نقطة مئوية منذ العام الماضي، قد تقوم بتخفيض أسعار الفائدة الأساسية بحلول الربع الأول من عام 2023، وفق مسح أجرته «بلومبيرغ».

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022

وتوقع بول غرير، مدير صناديق نقدية في لندن لدى شركة «فيديليتي»: أن تنتهي البنوك المركزية في منطقة (أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا) وقارة (أمريكا اللاتينية) من جولات تشديد السياسة النقدية قبل آسيا. ولذلك فإننا بوجه عام نتجنب الاستثمار في السندات الآسيوية المحلية ونرى قيمة أكبر في مناطق أخرى.

وبدوره، قال إدوين غوتييرز، رئيس قسم الديون السيادية بالأسواق الناشئة لدى شركة «إيه بي آر إن» في لندن، الذي يفضل التعامل على ديون تشيلي وجنوب أفريقيا والبرازيل: «إن العائد سيتحقق في أمريكا اللاتينية ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. فآسيا بدأت لتوها تجرب ارتفاعاً في مستوى التضخم مع تغيير بلدانها سياستها مبتعدة عن أهداف صفر كوفيد».

وبطبيعة الحال، هناك خطر الضغوط الهبوطية في السندات المحلية للأسواق الناشئة، مصدرها صناع السياسة النقدية التقشفية في الاقتصادات الكبرى. وقد تبدأ روسيا تيسير السياسة النقدية مبكراً في الربع الثالث، رغم أن زيادة المخاطر الجيوسياسية تتسبب في تعكير توقعاتها المستقبلية.

يقول جوليو كاليغاري، مدير محافظ لدى شركة «جيه بي مورغان أسيت مانجمنت» في هونغ كونغ: «في بلاد مثل روسيا وجمهورية التشيك والبرازيل وتشيلي، ستنتهي دورة تشديد السياسة النقدية في النصف الأول من العام الحالي».

وفي العام الجاري، حافظت إندونيسيا وماليزيا على مستوى أسعار الفائدة، مقارنة مع نظرائهما بما فيهما المجر وتشيلي، التي فاجأت الأسواق بزيادة سعر الفائدة الشهر الماضي بواقع 150 نقطة أساس.

ولمّحت البرازيل الأسبوع الماضي إلى أن أعنف دورة نقدية تقشفية في العالم تقترب من نهايتها بعد أن رفعت تكاليف الاقتراض حتى تجاوزت 10% لأول مرة منذ 5 أعوام تقريباً.

وفي المقابل وفي آسيا أيضاً، قامت كوريا الجنوبية وباكستان وسريلانكا بزيادة أسعار الفائدة.