خالد الشامي

الحرب الأوكرانية تتقدم إلى المرحلة النهائية..وروسيا ستكسب المعركة

استبعد اندلاع حرب عالمية ثالثة لأن روسيا لن توسع حربها خارج أوكرانيا

زيلينسكي يربح حرب المعلومات وبوتين يكسب الحرب التكتيكية


قال الباحث في الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية آدم روزفلت، إن روسيا في طريقها لإنشاء منطقة عسكرية حول العاصمة الأوكرانية «كييف» لإجبار الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الاستسلام، مستبعدا اندلاع حرب عالمية ثالثة، لأن موسكو لن تدخل في حروب خارج أوكرانيا موضحا في حوار لـ «الرؤية»، أن الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، يعتبر بدائل لا تتناسب مع مستوى الدعم المطلوب على الأراضي الأوكرانية، لكنها تعد بديلا لعدم عضوية كييف في حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، أو في الاتحاد الأوروبي.. وإلى نص الحوار:

الباحث في الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية آدم روزفلت


كيف ترى الحرب بين روسيا وأوكرانيا منذ البداية وبعد مرور 35 يوما؟

أخبار ذات صلة

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأمريكي
زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية أكثر من الضعف


الحرب بين روسيا وأوكرانيا، جرت في مراحل عسكرية، تبدأ من السلبية إلى الأكثر عدوانية وتتقدم إلى المرحلة النهائية، ولقد سعت الحملة العسكرية، التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 24 فبراير، إلى الاستفادة من تكتيكات الحرب غير التقليدية، التي تشمل الإنترنت والتجسس والقصف المكثف وحرب المعلومات، للحصول على ميزة عسكرية، على الرغم من جهود الدفاع، التي تقوم بها أوكرانيا، وبدون نشر قوات «الناتو» في أوكرانيا، بينما نجد روسيا في طريقها لإنشاء منطقة قتل عسكرية حول كييف لإجبار الرئيس الأوكراني زيلينسكي على الاستسلام في شكل معاهدة سلام أو اتفاقية استسلام.

هل تعتقد أنها ستصل إلى حرب عالمية ثالثة؟

من غير المرجح اندلاع حرب عالمية ثالثة، لأن روسيا لن توسع حربها خارج أوكرانيا، وليس لدى الناتو أسباب لمحاربة روسيا، ولا يوجد محفز أو سيناريو، يلعب دوره في حدوث حرب عالمية ثالثة، وحلف «الناتو»، يعرف أن الاستفزاز الذي بدأه الغرب سيوحد التحالف الشرقي، ويُعرض السوق العالمية للخطر، ويبدأ حربًا تجارية يتبعها صراع عسكري محتمل لا يفيد الاقتصاد العالمي.

إقرأ أيضاً..ألمانيا تفعّل «خطة طارئة» لضمان إمدادات الغاز

ما هو تقييمك لخسائر كل من روسيا وأوكرانيا خاصة من الناحية العسكرية والبشرية ؟

أعتقد أن تصنيف الخسائر يتم من حيث الأصول مثل البنية التحتية والبشرية والعسكرية، وتتكبد أوكرانيا خسائر فادحة عبر البنية التحتية الحيوية والأصول العسكرية وبين سكانها المدنيين، الذين كانوا أهدافًا رئيسية في بداية الحرب، لتقويض قدرة أوكرانيا على تنفيذ حملة دفاعية فعالة، والتقارير الواردة من الأمم المتحدة هي في الغالب تقديرات خاصة بالنسبة للأرقام المعلنة من الجانبين، ومن المرجح أن الخسائر المدنية في أوكرانيا أعلى مما تم حسابه، وستستمر الخسائر في أوكرانيا في الظهور من الأضرار التي لحقت بالجيش ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

هل نستطيع القول أن أي دولة فازت أم خسرت؟ و لماذا؟

روسيا في طريقها للفوز، وفي تقديري أن «الناتو» لا يمكنه نشر قوات حتى تتكبد أوكرانيا الخسائر وتفقد مقاتليها المدربين الذين يعتمدون على قوات الميليشيات غير المدربة، إلى جانب انخفاض الروح المعنوية وعدم القدرة على الحصول على الموارد الحيوية، وتسير روسيا على المسار الصحيح لكسب الحرب، ووفقا لما صرح به الرئيس زيلينسكي بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو، فإن ذلك يعد إشارة إلى أن زيلينسكي قد استسلم للمطلب الرئيسي للرئيس بوتين، وأعتقد أن زيلينسكي يربح حرب المعلومات، وبوتين يكسب الحرب التكتيكية في ساحة المعركة.

لماذا لم تتدخل أمريكا والناتو عسكريا؟

أعتقد أن ذلك كان بسبب عدم وجود عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، فلا يمكن للحلف التدخل من منظور نشر القوات، علاوة على ذلك، فإن الصراع في أوكرانيا بين الناتو والتحالف الشرقي ، دون وجود أسباب تدعو الناتو لنشر قواته، من شأنه أن ينتهك معاهدة الناتو، ويثبت وجهة نظر بوتين بأن الغرب هو المعتدي الذي من شأنه أن يوحد التحالف الشرقي عن غير قصد بأسباب مبررة، وسيتعين على الأمم المتحدة تحميل الدول الأعضاء في الناتو مسؤولية انتهاك المعاهدة.

إقرأ أيضاً..تحليل إخباري | الحرب الأوكرانية تجدد 4 قرون من الصراع الروسي- البولندي

هل تخشى أمريكا مواجهة روسيا؟

المواجهة تتم من خلال فرض العقوبات، ويدرك الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الصراع مع روسيا من شأنه أن يضع دول الناتو في طريق الأذى للصراع العسكري المحتمل.

هل في اعتقادك أن محاولات الناتو للزحف تجاه روسيا، كانت السبب الرئيسي لاندلاع الحرب؟

الاتهامات الموجهة للغرب ناحية الشرق، وضعت بوتين في موقف يسمح له بوضع رادع لمنع المزيد من التوسع شرقاً لحلف الناتو، و ما كان مقلقًا هو اتهام غواصة نووية أمريكية في جزر كيريل خلال فترة حرب استباقية، وخلال المرحلة الأولى من المفاوضات، أدت المعلومات اللاحقة لمختبرات أبحاث الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، وأخيرًا مناورات قتالية وعمليات استخباراتية وغير ذلك، لذلك ومن منظور الأمن القومي، فإن كل هذه الأمور ساهمت في استفزاز روسيا للدخول في الحرب.

البعض يقول إن أوكرانيا هي «فيتنام أو أفغانستان» الجديدة؟

أنا لا أتفق مع المقارنة بين أوكرانيا وأفغانستان، حيث أن أسباب إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان، جاء بسبب هجوم 11 سبتمبر الإرهابي من تنظيم القاعدة، وفى فيتنام، أرسلت الولايات المتحدة الإمدادات والمستشارين في نهاية المطاف لمكافحة انتشار الشيوعية في جميع أنحاء آسيا، ومؤخرا تقاتل الولايات المتحدة لصد العدوان الروسي، والهدف النهائي هو احتواء روسيا ومنعها من الانتشار غربًا.

هل دعم أوكرانيا بالسلاح والأموال بديلا للتدخل العسكري المباشر لكييف؟

الدعم العسكري والمالي، بدائل لا تتناسب مع مستوى الدعم المطلوب على الأرض، لكنه يعتبر البديل الوحيد للتدخل العسكري لعدم وجود عضوية أوكرانيا في «الناتو» أو عضوية الاتحاد الأوروبي.

يواصل زيلينسكي اتهام الغرب بعدم دعمه بشكل صحيح. ما تعليقك؟

الرئيس زيلينسكي يعرف أن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لا يمكنهم تقديم أي دعم خارج المساعدات والعقوبات المفروضة على روسيا نظرًا لأن دولته ليست عضوًا في الناتو، ودعوات زيلينسكي هي طلب للمساعدة ونداء لحلف الناتو ليصبح أكثر إبداعًا بمستوى الدعم الذي يمكن أن يقدمه حتى يتمكن من شن هجوم لتحسين فرصه في النصر في ساحة المعركة.

برأيك متى تنتهي الحرب؟

في رأيي، ستنتهي الحرب مع روسيا بصفتها المنتصرة، وسيتم توقيع سلسلة من التنازلات تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، من المقرر أن تنتهي الحرب في شهر مايو، بتنبؤات من زيلينسكي، وأعتقد أن الجدول الزمني صحيح، لكنني أعتقد أن الحرب ستنتهي لأن أوكرانيا ليس لديها سلسلة إمدادات يمكن الاعتماد عليها للاستمرار في الحرب.