أسامة الرنة

أكد فردان الفردان، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة الفردان، أن البنك المركزي في الإمارات، لديه عيون الصقر، في مراقبة قطاع الصيرفة وتحويل الأموال، وقال لدينا في الإمارات رقابة صارمة جداً في هذه القضية، منعاً لانتشار الأموال «القذرة» وغسيل الأموال، أو وصول الأموال إلى جهات ومنظمات خارجة عن القانون، موضحاً، أن العام الماضي شهد قفزة جيدة في الأداء، وارتفعت الأرقام بشكل جيد لدى الفردان للصرافة، وقال في لقاء مع الرؤية "خلال احتفالات شركة الفردان للصرافة باليوبيل الذهبي لانطلاق أعمالها، وبـ50 عاماً من التميز، وإطلاقها هويتها التجارية الجديدة، إن التكنولوجيا هي الأساس اليوم، والشركة التي لا توظف التقنيات التكنولوجية في أعمالها، من الممكن أن تخرج من السوق قريباً.

بداية، ما السبب وراء إعادة إطلاق العلامة التجارية للفردان للصرافة؟

الفردان للصرافة تحتفل اليوم بعيدها الماسي، وذكرى مرور 50 سنة على إطلاقها، وخلال هذه السنوات شهد قطاع الصيرفة تغيرات كبيرة وجذرية، وخاصة في السنوات القليلة الماضية، وشهد تطورات مطّردة، وكان من الواجب علينا في الفردان أن نجاري هذه التطورات، بل وأن نسبقها، وأيضاً مع هذه التطورات، كان علينا أن لا ننسى أن نطور من أعمالنا التقاليدية، فهناك أناس ما زالوا لا يملكون حسابات بنكية، ويفضلون الحضور بأنفسهم إلى الفروع ومقابلة الموظفين والتحدث معهم لإجراء معاملاتهم، وهؤلاء أيضاً يجب أن نحسّن ونطور من أدائنا لكسب رضاهم، وتقديم الخدمة بسرعة وحرفية لهم.

لذلك أردنا أن نظهر الفردان بالأسلوب الجديد المتطور، وبما يواكب العصر، وأننا نعمل باتجاه المستقبل، ونستعد لكافة التغيرات التي ستطرأ على القطاع، لذلك أردنا أن نظهر الفردان بروح جديدة، وأنها كما حققت نجاحات كبيرة خلال الـ50 سنة الماضية، فإنها مستعدة للـ50 سنة القادمة بنفس الروح والأداء والمثابرة.

كيف تنظرون إلى أداء قطاع الصيرفة خلال العام الماضي، وما هي توقعاتكم للعام الجاري؟

العام الماضي شهد قفزة جيدة في الأداء، وارتفعت الأرقام بشكل جيد لدى الفردان للصرافة، وعلى الرغم من الجائحة وتداعياتها إلا أن الأداء كان في عام 2021 أفضل من العام السابق، 2020، والذي كان بدوره أفضل من العام الذي سبقه، 2019، ونتوقع في العام الجاري 2022، نمواً بنحو 20% على العام السابق.

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس

بلغ إجمالي عدد سكان دولة الإمارات في عام 2021 ما يقارب 9.99 مليون نسمة، منهم 8.84 مليون من الوافدين. ووفقاً لبيانات البنك الدولي، شغلت دولة الإمارات المرتبة الثانية كأهم مصدر للتحويلات في عام 2020، بعد الولايات المتحدة. لتكون كل من الهند والصين والمكسيك والفلبين ومصر، أكبر 5 دول متلقية للتحويلات المالية.

كيف أثرت التطورات التكنولوجية على أداء قطاع الصيرفة؟

التكنولوجيا هي الأساس اليوم، والشركة التي لا توظف التقنيات التكنولوجية في أعمالها، من الممكن أن تخرج من السوق قريباً.

التكنولوجيا اليوم وفرت الوقت والجهد والتكاليف، فأنا ما زلت أذكر بداياتي في العمل بالقطاع، عندما كنت صغيراً وكان يرسلني الوالد لإجراء حوالة، كنت آخذ النقود وأقوم بتسجيل البيانات، وأسافر بها إلى قطر، حيث أقوم بتجميع بقية الحوالات، ثم أسافر بها إلى الكويت، حيث قطاع الصرافة هناك كان له وجود سابق عنا في الإمارات، ولديهم اعتمادات بنكية، حيث يتم إصدار الحوالات من هناك، وبعد وصول الحوالات، نقوم بالاتصال بالناس لإخبارهم أن حوالاتهم وصلت، ثم يحضرون لاستلامها، وإرسالها إلى بلادهم، وهذه الإجراءات كانت طويلة ومكلفة، ومتعبة، وتستغرق وصول الحوالة أكثر من شهر في بعض الأحيان، بينما اليوم، نلاحظ أن وصول الحوالة يستغرق نحو ثانيتين فقط.

التحويلات الإلكترنونية والمصارف تعمل على استقطاب المزيد من العملاء لتحويل الأموال، كيف تأثرت شركات الصرافة التقليدية بذلك؟، وكيف تصفون منافسة البنوك لكم في هذا القطاع؟

شركات الصرافة لديها ديناميكية أكثر في العمل، وخاصة لناحية الوقت، فالعمل في البنوك مرتبط بدوام محدد، بينما في محلات الصرافة، الوقت متوفر لدينا من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، لذلك نستقطب الشريحة الأكبر من العملاء، وأيضاً الرسوم لدى شركات الصرافة أقل من الرسوم لدى البنوك، بالإضافة إلى السرعة في الإجراءات والانتشار الواسع لفروع محلات شركات الصرافة، إذ تراها موجودة في كل مكان، من مراكز التسوق والجمعيات إلى المحلات الخاصة في مختلف مناطق وأنحاء الدولة، لدينا انتشار واسع ومتنوع، لذلك يفضل العملاء التوجه إلينا أكثر من التوجه للبنوك.

كيف تصفون الرقابة على عمليات تحويل الأموال في الإمارات؟

البنك المركزي في الإمارات، لديه عيون الصقر، في هذا المجال، لدينا في الإمارات رقابة صارمة جداً في هذه القضية، منعاً لانتشار الأموال «القذرة» وغسيل الأموال، أو وصول الأموال إلى جهات ومنظمات خارجة عن القانون، فاليوم إذا أردت تحويل أي مبلغ مالي يجب أن يكون مصدره ووجهته واضحة ومعلومة، وأن يكون الشخص الذي يقوم بتحويل الأموال معروفاً ويحمل أوراقاً ثبوتية صالحة وصادرة عن جهات رسمية، وكذلك يجب أن تكون وجهة الأموال معلومة، والشخص الذي سيتسلم الأموال أيضاً يجب أن يكون معروفاً، فالإجراءات الرقابية صارمة جداً، وشديدة في الإمارات، وليس فيها أي تهاون أو تساهل، سواء من البنك المركزي، أو حتى لدينا في الفردان للصرافة، فأي أعمال مشبوهة، أو فيها مجرد شك، نقوم بإرسال تقرير للبنك المركزي لكي يتابع هذه الأموال، ويتخذ إجراءاته بحقها،

ما هي توجهاتكم المستقبلية في الفردان؟

لدينا النية للتوسع جغرافياً، وأيضاً التوسع في نطاق الديجيتال، إذ أطلقنا الفابي، تطبيقاً على الأندرويد والآبل ستور والهواوي أيضاً، وهذه ستكون منصة إلكترونية نقدم من خلالها كافة الخدمات للزبائن، من خلال هواتفهم النقالة، إذ بإمكانهم الاستخدام والاستفادة من كافة خدمات الفردان للصرافة دون التوجه إلى الفروع والمحلات.

وسيستمر التطبيق في تقديم خدمات ذات قيمة مضافة للمستخدمين في المستقبل بالإضافة إلى إمكانية إرسال الأموال في أي وقت وفي أي مكان باستخدام شبكة واسعة تضم أكثر من 150 بنكاً ومكتب تحويل، وتتوفر أيضاً خدمة سداد الفواتير (المحلية والدولية)، أو تحميل الأموال على البطاقات المدفوعة مسبقاً، وغيرها من الخدمات.

ومؤخراً أبرمت الشركة شراكة استراتيجية مع شركة Thunes العاملة في مجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات العالمية عبر الحدود، بهدف توسيع نطاق الحوالات المالية، لتشمل 87 دولة جديدة، تعزيزاً لتجربة عملائنا وتوفير خدمات مالية رائدة.

وتمنح الشراكة الجديدة عملاء الفردان للصرافة من رجال الأعمال والشركات، إمكانية إجراء الحوالات المالية باستخدام نظام المدفوعات الفوري والسريع، مباشرةً إلى حساباتهم المصرفية، من فروع الاستلام النقدي في بلدانهم الأصلية، ما يتيح للطرف المستلم الحصول على الحوالة بالعملة المحلية.

ويساهم هذا الإجراء في تسريع وتيرة العمل وتوفير الراحة للعملاء، وترسيخ نهج الشفافية المقترن بكافة الخدمات التي تقدمها شركة الفردان للصرافة، إذ يمكنهم معرفة قيمة المبالغ التي يقومون بتحويلها مسبقاً، بالإضافة لتتبع سير معاملاتهم وحوالاتهم المالية بشكل مباشر.

ويساهم التعاون مع Thunes إلى توسيع إطار خدماتنا، ويتيح إمكانية تقديم حلول مبتكرة ومتكاملة تُعزز منظومتنا لنكون الأفضل في الأسواق، وذلك اعتماداً على البنية التحتية الراسخة والمتطورة لنظام الحوالات والمدفوعات المالية المتوفر لدينا".

وأيضاً أبرمت الفردان شراكة مع منصة ريبل، مزودة تقنيات البلوكتشين واﻟﻌﻣﻼت الرقمية «الكريبتو» في المدفوعات العالمية.

فنحن نعمل على مواكبة التحول الرقمي المدعوم بالتكنولوجيا، التي أصبحت ضرورة أساسية في هذا المجال. وتؤكد هذه الشراكة التزامنا بتوفير سبل أكثر أماناً وسرعة ومرونة عبر تقديم قنوات جديدة لتحويل الأموال، لمنح عملائنا تجربة نموذجية.

طبعاً بالإضافة على التوسع في افتتاح المزيد من محلات الفردان في وجهات جديدة ومراكز جديدة