بعدما لفظ الشعب التونسي حركة النهضة الإخوانية، وأطاح بها الرئيس قيس سعيد من المشهد السياسي ومؤسسات الدولة، خصوصاً مجلس نواب الشعب، بقراراته التاريخية في 25 يوليو الماضي، تحاول الحركة الإخوانية العودة من جديد، بتأسيس حزب تحت راية «المنشقين على النهضة».وقال المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي: «أسلوب المراوغة هو سبيل الإخوان في العالم في كل مرة يشتد عليهم الخناق، ولذا نرى أنهم في تونس يسعون لتكوين حزب آخر ليكون رقماً من الأرقام».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، عن وزير الصحة السابق عبداللطيف المكي، القيادي المستقيل من حركة النهضة، قوله إن عدداً من المنشقين سيعقدون جلسة تأسيسية للحزب الجديد، والذي سيكون اجتماعياً وطنياً ديمقراطياً ومحافظاً يستوعب أخطاء الماضي ويبني عليها، ويضم قيادات استقالت من النهضة، وعلى رأسهم عبداللطيف المكي وسمير ديلو ومحمد بن سالم وآمال عزوز.وفي تصريحات خاصة، قال الجليدي: «فترة الهيمنة على البرلمان صاحب الأغلبية الإخوانية، كلفت التونسيين الكثير، واستنزفت مقدرات الدولة وثرواتها».وأضاف: «الشعب التونسي عاش 10 سنوات من التردي الاقتصادي والتخبط السياسي وعدم الاستقرار، بسبب حكم حركة النهضة وسيطرتها على مؤسسات الدولة، وخطوة الحزب الجديد، هي كذبة إخوانية جديدة، يحاولون من ورائها التهرب من القضايا المتورطة فيها قيادات الحركة، حتى المنشقون عنهم، وهم يتحملون المسؤولية التنظيمية والسياسية عمّا آلت إليه البلاد».