سمر نبيه

تحظى زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إلى واشنطن الخميس، باهتمام العديد من الأوساط السياسية، كونها تتزامن مع احتدام المشاورات بشأن الملف النووي الإيراني، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية. وعلمت«الرؤية» من مصادر مطلعة، أن غانتس يحمل معه للولايات المتحدة الأمريكية خلال لقائه بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، معلومات تتعلق باستئناف إيران عملية التخصيب لليورانيوم وفق معلومات الموساد، حيث يحاول غانتس إقناع الجانب الأمريكي بعدم العودة مرة أخرى للتفاوض مع الجانب الإيراني، والتمسك باستمرار وضع الحرس الثوري على قوائم الإرهاب.

ووفقاً لهذه المصادر فإن إسرائيل جددت تأكيدها للولايات المتحدة عدم التزامها بأي صفقة مع إيران، وطالبت بضرورة تشديد المواقف تجاه طهران، لتقدمها السريع في تخصيب اليورانيوم، الذي تقوم به بالتوازي مع خوضها المفاوضات، وفي حال استمرار هذا الوضع دون إبرام اتفاق محدد سيجعل إيران حرة في الاستمرار ببرنامجها النووي، وبقائها على بعد خطوة أو خطوتين من القنبلة النووية. وشددت على أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية بـ«صورة مباشرة» مواصلتها الاستعداد العسكري والاستراتيجي لمواجهة ما يمكن أن يطرأ في المواقف، والتوجهات الراهنة للموقف الإيراني، وتأكيدها امتلاك القدرة والقرار للقيام بعمل منفرد عند الضرورة، مع استمرار التنسيق وعدم استبعاد أي سيناريو.

الرسالة الإسرائيلية أحدثت دوياً لدى الدوائر الأمريكية، ويرى محللون أنه من المرجح أن تسمح الإدارة الأمريكية لإسرائيل باستمرار العمل على مسارات عدة استخباراتية، وأمنية، وعملياتية، غير أنهم استبعدوا -في هذا التوقيت المعقد- منح الجانب الإسرائيلي ضوءاً أخضر للقيام بعمل عسكري خاطف ضد إيران، خاصة أنه قد ينسف الجهد الأمريكي بأكمله في العودة للمفاوضات ويضع المنطقة بأكلمها على حافة «الانفجار الكبير». وفيما يتعلق بالحل الأمثل توقع المحللون ممارسة إسرائيل سياسة الضغوط القصوى على الإدارة الأمريكية، من أجل اتخاذ سياسات أكثر تشدداً تجاه طهران، إذ تبدي تل أبيب قلقاً شديداً من دعم إيران لقوى المقاومة في سوريا ولبنان، وأنها طالبت إدارة بايدن بإشراك التنسيق مع كافة الحلفاء في المنطقة قبل اتخاذ أي موقف تجاه نووي إيران. وتابعت المصادر «إسرئيل طالبت تأجيل المفاوضات النووية، إلى ما بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقرر لها نهاية يونيو المقبل، التي من الممكن أن تشهد مشاركة زعماء آخرين في الشرق الأوسط -حسب المحللين-.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»