وتشير بيانات «مرصد دبي للاستثمار» التابع لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، من خلال تتبع وتحليل تدفقات كافة أنواع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة دبي، إلى نمو ملحوظ في الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية، فقد ساهمت النتائج المحقّقة خلال عام 2021 في تعزيز جاذبية الإمارة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.
وحافظت دبي على صدارتها الإقليمية في المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإبداعي، بينما واصلت صعودها عالمياً حيث حلّت في المركز الثاني، متفوقة على مدن كبرى مثل نيويورك وسنغافورة وبرلين من حيث عدد المشاريع التي بلغت 233 عام 2021.. كما حافظت دبي على صدارتها في المركز الأول إقليمياً والمركز الرابع عالمياً في تصنيف استحداث الوظائف من الاستثمار الأجنبي المباشر والتي بلغت 6204 وظائف في الصناعات الثقافية والإبداعية، فيما تجاوزت القيمة التقديرية لإجمالي تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع 4.9 مليار درهم في العام نفسه.
استثمارات أجنبية مستدامة
وخلال السنوات الخمس الماضية (2017 - 2021) شهدت الإمارة تدفقاً ملحوظاً في الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية حيث بلغ عدد المشاريع 787 مشروعاً مع استمرار تدفقات رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع، والتي بلغت 50.9 مليار درهم، في حين وصل عدد الوظائف المستحدثة بفضل تلك المشروعات إلى 32542 وظيفة في الفترة نفسها وذلك بحسب بيانات «مرصد دبي للاستثمار»، لتأتي بذلك دبي في المركز الخامس عالمياً من حيث عدد المشاريع والمركز الثامن من حيث رؤوس الأموال الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الإبداعي، والمركز الرابع من حيث عدد الوظائف المستحدثة بفضلها خلال تلك الفترة، وذلك بحسب بيانات فايننشال تايمز «إف دي آي ماركتس».
وقالت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي: تعكس النتائج المحققة نضج واستقرار بيئة الاستثمار في الإمارة على مستوى قطاعات الاقتصاد الإبداعي بفضل منظومتها البيئية والاقتصادية المحفِّزة للأعمال الإبداعية، والبُنى التحتية والتكنولوجية المتطورة التي تمتلكها، والتي تُعتَبر من الأفضل على مستوى العالم، ما جعلها قادرة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضافت سموها: تشكّل دبي نقطة جذب للمواهب، حيث يزدهر المجتمع الإبداعي العالمي فيها نظراً للبيئة التمكينية للتعلّم والتطوير والابتكار وخلق الفرص التي توفرها للمواهب، فضلاً عن النسيج الاجتماعي الفريد الذي تتمتع به دبي بتنوع ثقافاتها وانفتاحها على العالم؛ إلى جانب تركيزها على الإنسان كمحور لمسيرتها التنموية الشاملة، فهي تستهدف دوماً تعزيز رفاهية المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، ما يعزز الثقة في الإمارة ويجعلها وجهةً مفضلة لتأسيس الأعمال والعيش والترفيه.
وجهة عالمية للصناعات الثقافية والإبداعية
وألمحت بدري إلى أنّ عام 2021 شهد استمراراً في تدفق رؤوس الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع الإبداعي في الإمارة رغم ظروف الجائحة، منوهةً إلى أن ذلك يعكس مرونتها وجاهزيتها لمواجهة جميع التحديات، ويؤكد في الوقت نفسه توفر المناخ الملائم فيها لاحتضان ورعاية المبدعين بما يضمن استقرار واستدامة أعمالهم وتنافسيتها.
اقتصاد متنوّع
تطور ملموس
وتشير بيانات المرصد إلى أن نسبة المشاريع الاستثمارية الجديدة في الفترة نفسها بلغت 71%، بينما شكلت مشاريع الاندماج والاستحواذ نسبة 12% من عدد المشاريع الكلّي، ووصلت نسبة مشاريع إعادة الاستثمار إلى 9% والمشاريع المشتركة إلى 2%، وأنواع الاستثمار الجديدة إلى 5% من إجمالي عدد المشاريع الاستثمارية في الصناعات الثقافية والإبداعية.
وتعمل «دبي للثقافة» مع شركائها الاستراتيجيين على تطوير أطر عمل فاعلة من شأنها تعزيز الازدهار الذي يشهده قطاع الثقافة والفنون في إمارة دبي والارتقاء بمساهمته في الناتج الإجمالي المحلي، مدعومةً في ذلك بالتفعيل الكامل لقانون تأسيسها الذي ينص على دورها كصانع سياسات، ومنظِّم، وممكِّن لهذا القطاع في الإمارة.