وام

زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» المركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا» في إمارة دبي، والذي يختص بالبحوث الزراعية الهادفة إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية واستدامتها في البيئات المالحة والهامشية، وذلك في إطار جولات سموه الميدانية في مختلف إمارات الدولة.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله للمركز، مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ورزان المبارك العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، والدكتورة طريفة الزعابي المدير العام بالإنابة للمركز، وعدد من المسؤولين في المركز.

وقام سموه، في بداية جولته التي تزامنت مع يوم البيئة العالمي، بزراعة شجرة «الغاف» التي تتميز بقدرتها الكبيرة على تحمل الظروف المناخية والبيئية الصعبة والصمود في مواجهتها، وتكتسب رمزية خاصة في تاريخ دولة الإمارات وتراثها وهويتها.

شملت جولة سموه المنطقة الخارجية التي تضم أشجاراً متنوعة زُرعت وأجريت عليها التجارب، خاصة النباتات التي تتحمل ملوحة المياه، إلى جانب مختبر علوم الحياة الصحراوية وبنك الجينات ومتحف الإمارات للتربة.

الإدارة المستدامة للموارد

واستمع سموه من القائمين على المركز إلى شرح عن أهم إنجازاته وأقسامه وشراكاته الوطنية والإقليمية والدولية ومجالات عمله، إضافة إلى خططه البحثية المستقبلية، ولا سيما فيما يتعلق بالأبحاث حول الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وكفاءة الري، والاستشعار عن بعد والمحاصيل المتكيفة مع المناخ وأبحاث الجينوم لمحاصيل أكثر صحة وغيرها.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة

وأثنى سموه على جهود العاملين في المركز والدور المهم الذي يقوم به في أحد أهم المجالات المتصلة بالتنمية في دولة الإمارات والعالم وهو مجال الزراعة والمياه.

حلول لمشاكل التربة

وأكد سموه أن المركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا» يجسد دور الإمارات الرائد في العمل على تحقيق التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال استثمار المعرفة والابتكار والبحث العلمي لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الزراعة الملحية ومشاكل التربة وابتكار أساليب حديثة في مجال الاستخدام الأمثل للمياه في المجال الزراعي، وتطوير سلالات زراعية قادرة على التكيف مع الظروف البيئية والمناخية الصعبة.

وقال سموه إن دولة الإمارات تولي الأمن الغذائي أولوية كبرى ضمن خططها التنموية ومن هنا يأتي اهتمامها بالزراعة واستخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للنهوض بها وزيادة إنتاجيتها، مشيراً إلى أن ما يقوم به المركز الدولي للزراعة الملحية يؤكد إيمان دولة الإمارات بأن العلم هو الطريق الأساسي للتعامل مع التحديات التي تواجه البشرية في مختلف المجالات وفي مقدمتها الزراعة والمياه.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ختام جولته، عن تمنياته للعاملين في المركز والقائمين عليه التوفيق وحثهم على مواصلة العمل لرفد الخطط الوطنية في مجال الزراعة والأمن الغذائي والمياه بمزيد من الأفكار والابتكارات المهمة.

رافق سموه خلال الجولة، سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان.

تعزيز قدرات البحث والتطوير

من جانبها، قالت مريم بنت محمد المهيري: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» للمركز الدولي للزراعة الملحية، تؤكد مدى الحرص والاهتمام والدعم الذي توليه قيادتنا الرشيدة لمنظومة البحث والتطوير والابتكار وما تمثله هذه المنظومة من ركيزة استراتيجية لتحقيق مستهدفات دولتنا من أجل مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.

وأشارت إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تحرص، بالتعاون مع «إكبا» والشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، على تعزيز قدرات البحث والتطوير والابتكار لتحفيز وتيرة العمل المناخي، واستكشاف حلول جديدة تدعم تعزيز الأمن الغذائي، وأثنت على الجهود التي يبذلها فريق عمل «إكبا» لدعم وتعزيز عمليات البحث والتطوير بصورة متواصلة وفعالة.

تطوير التقنيات الزراعية

بدورها، قالت رزان خليفة المبارك، «إنه في سياق تغير المناخ هناك حاجة ماسة إلى الاستثمار في البحوث أكثر من أي وقت مضى من أجل تطوير أنظمة إنتاج أغذية مبتكرة ومنخفضة الكلفة وقابلة للتكرار ولا تعتمد على استخدام كبير للطاقة ولديها القدرة على التكيف مع التربة المتدهورة»، مؤكدة أن (إكبا) سيواصل تطوير التقنيات الزراعية التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.

30 ألف مُزارع مستفيد

من جهتها، أعربت الدكتورة طريفة الزعابي عن شكرها لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمركز وقالت: «يسعدنا أن نرحب بصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في إكبا»، مشيرة إلى الدعم الذي تقدمه القيادة للمركز خلال أكثر من عقدين من الزمن.

وأضافت أن المركز وفر أفضل ممارسات الزراعات الملحية التي طورها خبراؤه وقدمها لأكثر من 30 ألف مزارع.

دفعة معنوية

وعبّر العاملون في المركز الدولي للزراعة الملحية عن سعادتهم بزيارة صاحب السمو رئيس الدولة، مؤكدين أن الزيارة تشكل دفعة معنوية قوية لمزيد من العمل والعطاء خلال الفترة المقبلة.

شراكة في أبحاث التنمية

ونجح مركز (إكبا) الذي تأسس عام 1999 في ترسيخ مكانته على مر الأعوام مركزاً عالمياً للتميز وشريكاً في البحث من أجل التنمية في مناطق مختلفة.

ويركز (إكبا) على تطوير حلول مصممة خصوصاً للبيئات الهامشية ويعمل مع شركاء في أكثر من 50 بلداً، ما يمكّنه من الاستفادة من مجموعة واسعة ومتنوعة من الخبرات لتحقيق تأثير أكبر على أرض الواقع.

ونفذ المركز أبحاثه التنموية وبرامجه في أكثر من 40 بلداً في آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وجنوب القوقاز، وأفريقيا جنوب الصحراء، وأسهم بتطوير وإدخال 24 تقنية ومحصولاً إلى نحو 30 بلداً، سواء من خلال تطوير الأنماط الجينية المحسنة للكينوا والساليكورنيا، أو بتطوير حلول مراقبة الجفاف.

وفي إطار برنامج الموارد الوراثية النباتية، وزع (إكبا) ما يقرب من 9000 عينة بذور على العلماء والمزارعين وأصحاب المصلحة الآخرين في 57 بلداً.