يوسف أبوسيفين

ارتفع الطلب بصورة كبيرة على السيارات الكهربائية بآخر الأعوام، وتعددت الأسباب حول ذلك مثل ارتفاع أسعار الوقود والوعي المناخي، لكن يظل الدافع الأساسي هو تحسن التكنولوجيا، ومن المتوقع أن يزداد الطلب أكثر في العامين المقبلين بعد الإجراءات التي تتخذها حكومات أمريكا والدول الأوروبية.

بدأت الشركات في التحرك سريعاً حتى تُدرك الواقع الجديد وهو السيارات الكهربائية ولكن بصورة متأخرة، هذا ما جعل السوق بحسب موقع EVANNEX في حالة من "الجنون" وأضر بسير العمليات، حتى إن بعض العملاء ينتظرون سنوات حتى الحصول على سياراتهم، غير أن شركة تسلا هي الوحيدة التي تظهر في حالة أفضل من جميع شركات صناعة السيارات الأخرى في ظل أزمة سلسلة التوريدات وغيرها، وتوفر أسرع تسليم للسيارات لعملائها.

الكاتب جيمس كارتر في تقرير نقله موقع Insideevs كشف عن أسباب استقرار تسلا مقارنة بغيرها من شركات صناعة السيارات الكهربائية، بما في ذلك الشركات العتيقة ذات الباع الطويل في صناعة سيارات محركات الاحتراق، وأتى السبب الأول هو البساطة النسبية فيما تقدمه من طرازات، حيث تكتفي شركة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بتقديم 4 طرازات فقط.

وفي الآونة الأخيرة، كانت تسلا تعمل بشكل أساسي على دفع الطرازين الأحدث (3وY). يأتي كل طراز بشكل عام في ثلاثة أنواع مختلفة فقط (RWD، LR، بيرفورمانس) ويقدم ثلاثة خيارات رئيسية فقط (اللون الداخلي واللون الخارجي والعجلات). هذه تشكيلة بسيطة مقارنة بأي من صانعي السيارات الآخرين، وكما يلاحظ كارتر، فإنها "تجعل الحصول على قطع الغيار في ظل أزمة سلسلة التوريدات أسهل بكثير".

العامل الآخر الهام في تفوق تسلا هو "التكامل الرأسي" حيث إنها تصنع العديد من الأجزاء بنفسها لتصبح قادرة على الحفاظ على سيطرة أكثر إحكاماً على التطوير والإنتاج، صحيح أن مع بدايتها اعتمدت على موردين خارجيين وحتى صانع سيارات آخر (لوتس) لكنها مع النمو اكتشفت أن الموردين لم يتمكنوا من مواكبة وتيرتها السريعة للابتكار في كل من المركبات وعمليات الإنتاج، وجلبت تدريجياً المزيد والمزيد من الوظائف داخل الشركة، ما خدمها بشكل ضخم بمجرد ظهور أزمة نقص التوريدات.

العامل الأخير والحاسم في تفوق تسلا هو أنها شركة متخصصة فقط في صناعة السيارات الكهربائية، ويؤمن كارتر أن عدم ضرورية الحفاظ على سلاسل توريدات لنوعين مختلفين من المحركات سهّل كثيرًا من مهمة تسلا، وقد تمكنت أيضاً من تحديد أهداف إنتاج أكثر صرامة من أي من الشركات القائمة.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022


في النهاية، مسألة تحول شركات صناعة السيارات الأخرى نحو إنتاج السيارات الكهربائية ليس بمجرد إطلاق سيارات جديدة، بل يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، في حين أن تسلا، والشركات الناشئة في صناعة المركبات الكهربائية مثل لوسيد وريفيان، لا تحتاج عملياً سوى توسيع نطاقها.