ترجمة: مارينا ميشيل

جاليات

«السلطة والفرد» هو عنوان كتاب الفيلسوف الإنجليزي المعاصر «برتراند رسل» يطرح فيه عدة قضايا تمس الفرد وسلطته في المجتمع الذي يكون فيه مواطناً له حقوق وواجبات وهناك سلطة تقود شؤونه. وحول هذا الفرد وسلطته في المجتمع الذي يعيش فيه على صعيد التنظيم الاجتماعي، انقسم المفكرون وعلماء الاجتماع في أنحاء أوروبا إلى قسمين متعارضين أشد التعارض، فالفريق الأول يرى أن الحرية لا تتحقق على وجهها الأكمل إلا إذا تمتع الفرد بحقوقه وامتيازاته كافة، ويكون ذلك بالتمتع كاملاً عن طريق تقليص ظل الحكومة تقليصاً كبيراً؛ إذ تعد الدولة والمنظمات السياسية والاجتماعية وسائل لخدمة الفرد لا غايات يخدمها الفرد. ومن أشهر دعاة هذا المذهب، وهم كثر، «مونتسكيو» و«روسو» و«فولتير» في فرنسا، و«جون ستورت مل» و«آدم سمث» و«جرمي بنثام» في إنجلترا، و«توماس جفرسن» والرئيس «هوفر» في الولايات المتحدة الأمريكية. بينما يرى الفريق الآخر من المفكرين أن الحرية لا تكون إلا عن طريق الخضوع للدولة، ويعد هذا الفريق من الكتاب الأفراد وسائل لتحقيق المثل العليا التي تسعى الدولة إلى تحقيقها، ولا يصبح الفرد بنظرهم إنساناً بالمعنى المراد إلا إذا انضوى تحت لواء دولة معينة. ومن أشهر دعاة هذا المبدأ من القدامى شيخ الفلاسفة «أفلاطون» ومن المتحدثين «هيغل» و«شبنغلر» و«روزنبرغ» في ألمانيا، و«كروتشي» و« جنتيلي» و«موسوليني» في إيطاليا، والكتاب الذين يؤمنون بالمذهب الدكتاتوري كافة. واضح أن كلا الفريقين يفقدان التوازن في مذهبهما حول الحرية. مؤلفة ومدونة

أخبار ذات صلة