ترجمة: مارينا ميشيل

جاليات

أول قصة قرأتها للكاتبة الأمريكية هندية الأصل جومبا لاهيري هي قصة «القارة الثالثة والأخيرة».. يعود ذلك إلى عام 2006، وهي قصة روتها عن والدها الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثين سنة، ليقيم عند سيدة عجوز تناهز المئة وثلاث سنوات، وقد حكت لاهيري قصة تلك المرأة والأجواء التي مر بها والدها خلال تلك الفترة، حيث كانت هي لا تزال طفلة صغيرة، وقد استغرقت كتابة هذه القصة نحو ستة أشهر. تعد جومبا لاهيري كاتبة مهاجرة، وبرغم أنها ولدت في لندن ومن ثم ترعرعت في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنك حينما تطالع مجموعتها القصصية «ترجمان الأوجاع» تستشعر كأنما الكاتبة انبثقت بذرتها من صميم التربة الهندية، فلم يفلح اغترابها عن وطنها الأصلي في زعزعة تلك الأصول الهندية الكامنة في أعماقها. أذكر عدداً لا بأس به من الكتاب المهاجرين استقطبتهم عوالم الحياة في أمريكا؛ لتتفق تجاربهم مع تجارب جومبا لاهيري في عرض قصصهم ورواياتهم عنهم، نالوا منها جوائز عالمية من أمثال الكاتب الدومينيكي «جونو دياث» التي فازت روايته «الحياة الوجيزة والرائعة لأوسكار واو» بجائزة بوليتزر 2008 وهي الجائزة عينها التي فازت بها لاهيري لمجموعتها التي نحن بصدد عرضها ترجمان الأوجاع عام 2000، وفي بريطانيا الكاتبة الهندية «كيران ديساي» كانت لها رواية تحكي فيها عن أوضاع المهاجرين وعزلتهم في بلاد الغرب، وحصلت روايتها تلك على جائزة بوكر العالمية، والكاتب الأمريكي الصيني الأصل «ها جن» في مجموعته القصصية الأخيرة «سقطة طيبة»، خاض في غمارها تجارب المهاجرين من الصينيين الملهمة. مؤلفة ومدونة

أخبار ذات صلة